رفض باحثون مصريون ادعاءات ريتشارد باريت منسق العقوبات فى الأممالمتحدة بأن الطبقة المتوسطة فى مصر قد تكون مستقبلاً مصدر القياديين لتنظيم القاعدة، وإذا كان مبرر باريت أن الطبقة المتوسطة والتى تتمتع بتعليم وتدين مرتفعين نسبيا، يذهب إلى أن تكون قيادات القاعدة مستقبلا من مصر، فهذا لم يأخذ فى الاعتبار كما يقول حسام تمام الباحث فى شئون الحركات الإسلامية تطليق المصريين هذه الأفكار، واتجاه أغلبية المتدينين ومنهم الطبقة الوسطى إلى الشكل الاندماجى والحوارى والمقترب من العلمانية، وهذا عكس ما كان فى السبعينيات والثمانينيات، بل أرجع تمام رؤية المسئول الأممى فى تحليله إلى الخلط بين القيادات المصرية التى كانت لوقت قريب تشكل الكتلة الأكبر فى هيكل التنظيم وبين المصريين المرشحين لنهج هذا الفكر. وقال د.علاء عبدالحفيظ مدرس العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة أسيوط، إن سيناريوهات التنظيم فى مصر حتى 2020 تتخوف من عودة القيادات المصرية فى الخارج وليس تجنيد عناصر جديدة، وهذا يرتبط بنجاح القاعدة فى اختراق جماعات الإسلام السياسى فى مصر وتوجيه ضربة قاسية للمصالح الأمريكية. واذا كان البعض يعتقد أن القاعدة أصبحت فكرا ولم تعد تنظيماً فإن الباحث حسام تمام يؤكد أن التغيرات الأخيرة للقاعدة ترجح إعادة النظر فى فكر الجهاد على طريق القاعدة والقدرة على التعبئة وراءها وحشد أو تجنيد على أساسها، وثبتت استحالة تطبيقها، كما أن تجاربها فى الكثير من الدول كانت كارثية، فضلاً عن أن الشعب المصرى أثبت أنه يميل فى الفترة الأخيرة إلى مركزية الدولة وتمسكه بفكرة الاستقرار، حتى لو كان مؤيداً للمقاومة. لكن الأهم حالياً أن كثيرا من المعارضين لفكر القاعدة هم الحركات الإسلامية، وعلى سبيل المثال المثقفون المصريون المنتمون للفريق الإسلامى لم يعد لديهم أى ثقة فى القاعدة.