سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بطانة الرحم المهاجرة" يصيب 15% من النساء فى سن الإنجاب.. وأطباء: يأتى بسبب نقص التوعية ويسبب الإرهاق ويؤثر على نشاطهن اليومى.. وعقار جديد لتخفيف حدة الألم
فى عام 1860، اكتشف دكتور كارل فن روكيتانيسكى، مرضا كان يعانى منه الكثير من السيدات، ويتسبب فى معانتهن لسنين طويلة، وساعد معرفة طبيعة المرض فى كيفية التعامل معه، وفى عام 1920 سمى هذا المرض ببطانة الرحم المهاجرة. فى القرن الثامن عشر، عانت الكثير من النساء من عدم الإدراك الطبى لما يحدث بداخلهن، وعدم إلمام الأطباء بالقصة الخفية التى كانت تذيقهم الألم والمعاناة فى ذلك الحين. أما الآن، وبفضل اكتشاف المرض، والأبحاث العلمية التى أجريت طوال هذه السنوات، فقد تغيرت الصورة تماما، فإذا تم تشخيصك بأنكِ تعانين من مرض بطانة الرحم المهاجرة، فهناك الكثيرون يعلمون كيف تشعرين. فهو حالة شائعة من أمراض النساء، تحدث فى حوالى 1 من كل 10 سيدات فى سن الإنجاب. إن ألم مرض بطانة الرحم المهاجرة يمكن أن يؤثر على جودة حياتك اليومية خلال الفترة الأكثر نشاطًا من حياتك. وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض بطانة الرحم المهاجرة، فإن هناك علاجات تساعدك على التعايش مع المرض وتحسين جودة الحياة. وتم طرح عقار جديد بأسواق مصر لتخفيف المعاناة والآلام الناجمة عن مرض بطانة الرحم المهاجرة، والذى تم تسجيله والموافقة عليه من قبل وزارة الصحة. ويعد مرض "بطانة الرحم المهاجرة" حالة تتواجد فيها قطع من الأنسجة تشبه تلك التى تبطن الرحم من الداخل، والتى تُعرف ببطانة الرحم خارج الرحم، والقطع الشاردة من بطانة الرحم غالبًا ما توجد فى الأعضاء القريبة فى منطقة الحوض، مثل المبايض، والمثانة والأمعاء. وهو خلل شائع يؤثر على السيدات بشكل مبدئى خلال سن الخصوبة. ويضع مرض بطانة الرحم المهاجرة عبئا ثقيلا على المرأة فى مقتبل حياتها، مسببا قدرا كبيرا من الألم، ويؤثر على جوانب الحياة اليومية للمرأة. من جانبه يقول الدكتور مختار طبوزادة، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الإسكندرية، إن مرض بطانة الرحم المهاجرة مرض سائد فى مصر، حيث يصيب النساء خلال سنوات الإنجاب بنسبة تتراوح مابين 5-10٪ من السكان الإناث. وأوضح "طبوزادة"، أن بطانة الرحم بسبب نقص التوعية، أو عدم وجود التوعية الكافية، فمعظم الفتيات لا يدركن أن ما يعانون منه ليس آلام الطمث العادى، بالرغم من أن الألم يمكن أن يتداخل مع حياتهن اليومية، ويكون له أثر على عملهن وعلاقاتهن الشخصية. وتختلف شدة الألم من شخص إلى الآخر، بناء على المنطقة، أو الأعضاء التى استقرت عليها هذه القطع الشاردة، فمن الممكن أن تتسبب فى التهابات بسيطة فى منطقة الحوض، أو فى بعض الحالات المتقدمة قد تصل إلى تليف المبيض. وأوضح الأستاذ لودفيغ كايسل، رئيس قسم التوليد وأمراض النساء فى جامعة مونستر، بمدرسة الطب ألمانيا، أن رفع مستوى الثقافة الصحية للمرأة، وتوعيتها حول العوامل المرتبطة ببطانة الرحم المهاجرة، هم الضامن الأساسى للتشخيص المبكر. وأن الدراسة تشير إلى ضرورة تحفيز التعليم المهنى على عوامل الخطر المحتملة لهذا المرض، وربما من خلال خلق برامج مستمرة للتعليم الطبى. وأضاف الدكتور أحمد راشد، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس، أن مرض بطانة الرحم المهاجرة مرض شائع فى مصر، ولكن للأسف فى أغلب الأحوال تقوم السيدات بالاستهانة به، فهو يصيب السيدات فى مرحلة الخصوبة "أقل من 30 عاماً"، مسبباً آلام شديدة بسبب الالتهاب ودائماً ما يصيب بإرهاق مزمن، أو إجهاد، مما يجعل أبسط الأنشطة اليومية مرهقة، وبالتالى يؤثر هذا سلبياً على حياتهن العملية والاجتماعية. وأشارت الدراسات السريرية إلى أن هناك عقارا جديدا، حيث أجريت عليه التجارب، فتبين أنه فعال فى تخفيف الأنواع الأكثر شيوعا من الألم الذى يسببه مرض بطانة الرحم المهاجرة، بما فى ذلك، آلام الدورة الشهرية، وآلام ما قبل الطمث، وألم الحوض، والألم أثناء الجماع. فقد أبلغت النساء اللاتى تم علاجهن بالدواء فى تجربة سريرية استمرار التحسن فى تخفيف الألم المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة لمدة أكثر من 15 شهرا. وأثبتت الدراسات السريرية، أن العقار لا ينتج عنه آثار جانبية نتيجة نقص هرمون الأستروجين، مثل انخفاض كثافة المعادن فى العظام، وأعراض سن انقطاع الطمث الأخرى المرتبطة بالعلاج بنظائر الهرمون المُطْلِق لِمُوَجِهة الغدد التناسلية، مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل. جدير بالذكر، أن العقار يحتوى على الداينوجست، وهو بروجستين فريد والذى يكون بشكل عملى مناسباً كعلاج فعال لبطانة الرحم المهاجرة وتخفيف الألم. وقد تم اختيار الداينوجست للاستخدام، لأنه يوفر علاج فعال لبطانة الرحم المهاجرة بجرعة مخفضة تؤخذ مرة واحدة يوميا، والتى يمكن تحملها بشكل جيد. كما يخفض العقار بشكل معتدل من إنتاج الجسم للإستروجين، وبالتالى خفض نمو النسيج البِطانى الرَحِمِى وهو مستقل عن الإستروجين. وبالإضافة إلى ذلك، فقد برهن الدينوجست أنه يسبب ضمور الأنسجة البِطانية الرَحِمية، كما أن الآثار الجانبية التى تم الإبلاغ عنها بشكل متكرر مع العقار، هى الصداع، وعدم راحة الثدى، وتغير بالحالة المزاجية، وحب الشباب.