مرض "بطانة الرحم المهاجرة" هو حالة توجد فيها قطع من الأنسجة تشبه تلك التي تبطن الرحم من الداخل، والتي تُعرف ببطانة الرحم - خارج الرحم- والقطع الشاردة من بطانة الرحم غالبًا ما توجد في الأعضاء القريبة من منطقة الحوض مثل المبايض والمثانة والأمعاء، وهو خلل شائع يؤثر على السيدات بشكل مبدئي خلال سن الخصوبة، هذا ما قاله حشد من الأطباء خلال مؤتمر صحفي نظّمته إحدى شركات الأدوية للإعلان عن طرح عقار جديد لعلاج المرض. ويقول ا.د مختار طبوزادة، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الإسكندرية، إن مرض بطانة الرحم المهاجرة مرض منتشر جدًا في مصر، فهو يصيب النساء خلال سنوات الإنجاب بنسبة تتراوح بين 5-10%. ويضيف أنه نتيجة نقص التوعية والجهل بالمرض، لا تدرك معظم الفتيات أن ما يعانين منه ليس آلام الطمث العادي، بالرغم من أن الألم يمكن أن يؤثر على أدائهن في حياتهن اليومية. وفي هذا السياق، أكد أ.د لودفيغ كايسل، رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في جامعة مونستر مدرسة الطب بألمانيا، أن رفع مستوى الثقافة الصحية للمرأة وتوعيتها حول العوامل المرتبطة بمرض بطانة الرحم المهاجرة، يعد أهم العوامل لضمان التشخيص المبكر. ويوضح أ. د أحمد راشد، أستاذ أمراض النساء والتوليد جامعة عين شمس، أن المرض يصيب السيدات في مرحلة الخصوبة في سن أقل من 30 عامًا و يسبب آلاما شديدة بسبب الالتهاب ودائمًا ما يسبب إرهاقًا مزمنًا أو شعورًا بالإجهاد، ما يجعل أبسط الأنشطة اليومية مرهقة وبالتالي يؤثر هذا سلبيًا على حياة المريضات العملية والاجتماعية. ومن أجل تخفيف معاناة وآلام المرض، أنتجت إحدى شركات الأدوية عقار "دينوجست"، والذي تم تسجيله والموافقة عليه من قِبل وزارة الصحة، وأظهرت البيانات السريرية له بأنه فعال بشكل كبير في التخفيف من الألم والتقرحات المصاحبة لبطانة الرحم المهاجرة، وتم اختبار فعالية وسلامة العقار الجديد في علاج مرض بطانة الرحم المهاجرة بجرعة منخفضة في برنامج "تجربة سريرية" شاركت فيها النساء اللاتي يعانين من بطانة الرحم المهاجرة لمدة تصل إلى 15 شهرًا. ويقول أ.د حاتم صفي، المدير الإقليمي لشركة باير فارما، إن "دينوجست"، يعد خطوة كبيرة إلى الأمام في معالجة هذا المرض المزمن والذي يسبب عبئًا على المرأة وأسرتها. ويضيف أن العقار يمتاز بأنه فعال في تخفيف الأنواع الأكثر شيوعًا من الألم الذي يسببه مرض بطانة الرحم المهاجرة، بما في ذلك، آلام الدورة الشهرية، وآلام ما قبل الطمث، وألم الحوض، والألم أثناء الجماع، كما ثبت أنه لا ينتج عنه أي آثار جانبية.