كثير من النساء المصابات بمرض السكر يخشين من الحمل لعدم حدوث مضاعفات للجنين أو تشوهات خلقية، ولكن مع التطور العلمى أصبح بإمكان الأم الحامل المصابة بالسكر الحمل ولكن بشروط معينة يقول الدكتور صلاح سند أستاذ النساء والتوليد بطب قصر العينى لتجنب مشاكل الجنين والطفل بعد ولادته عندما تكون الأم مصابة بالسكر أثناء الحمل، فإنه قبل حدوث الحمل يجب على السيدة أن تنقص وزنها لأنهم وجدوا أن أكثر من 80 % من السيدات المصابات بمرض السكر يعانين من زيادة الوزن، وهذا يؤدى إلى صعوبة التحكم فى مرض السكر أثناء الحمل وزيادة وزن الجنين، حيث يؤدى ذلك إلى اللجوء إلى الولادة القيصرية وقبل حدوث الحمل أيضا يجب التحكم بشكل كبير فى مستوى السكر فى الدم لتقليل مشاكل زيادة مستوى السكر أثناء الحمل وأهمها زيادة نسبة العيوب الخلقية فى الأجنة وزيادة حجم الجنين. وقبل حدوث الحمل يجب التأكد من عدم نقص الحديد فى الجسم "أنيميا نقص الحديد" مما يساهم فى تقليل مشاكل نقص الحديد فى الحوامل المصابات بالسكرى، حيث يؤدى ذلك إلى زيادة مستوى الصفراء فى الطفل بعد الولادة مع نقص تركيز الحديد فى المخ والقلب والعضلات وما يستتبع ذلك من قصور فى هذه الأنسجة. ويؤكد الدكتور سند على ضرورة إعطاء السيدة أدوية مضادات الأكسدة وزيادة المأكولات الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضراوات والفاكهة والبقول والمكسرات. وبعد حدوث الحمل يجب أن يستمر التحكم الجيد فى مستوى السكر فى الدم ومضادات الأكسدة وممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشى المنتظم حيث تؤدى إلى زيادة إفراز مضادات الأكسدة الطبيعية فى الجسم لحماية نسيج المشيمة والجنين ومع بداية الحمل يجب إضافة حمض الفوليك مع فيتامين "ب 12" بجرعات قليلة والتى تماثل الحوامل غير المصابات بمرض السكر مع زيادة المأكولات التى تحتوى على حمض الفوليك، وأهمها الخضروات الورقية وننصح بعدم الإكثار من تناول أدوية حمض الفوليك أكثر من 1 ملجم يوميا، لأن الزيادة متهمة فى بعض الأبحاث العلمية بزيادة مرض التوحد فى الأطفال وزيادة بعض الأورام الخبيثة فى الأطفال بصورة أكبر وإنقاص فيتامين "ب 12" فى الجسم، حيث إن 30 % من الحوامل المصابات بالسكرى يعانين من نقص فيتامين "ب 12". وقد أثبتت الأبحاث الجديدة ضرورة إعطاء حقن مضادة للتجلط مثل حقن "الهييبارين" الحديثة فى بعض حالات السكرى والمصابة به السيدة من فترة طويلة أو الإصابة الشديدة بالسكر أو السيدة التى تعانى من تاريخ مرضى بمشاكل للطفل فى حمل سابق مثل العيوب الخلقية أو وفاة الجنين داخل الرحم أو نقص حجم الجنين. وينصح بعلاج السكرى أثناء الحمل بعقاقير الأنسولين الحديثة insulin analogs لأنها تؤدى إلى عدم حدوث تغيرات فى مستوى السكر فى الدم أثناء الحمل، وقد أثبتت الأبحاث أنها آمنة أثناء الحمل حيث إن نقص السكر المفاجئ فى الدم قد يؤدى إلى وفاة الجنين داخل الرحم، وينصح أيضا أثناء الحمل خاصة فى حالات السكرى الشديد إضافة عقار"الميت فورمين" بالإضافة إلى الأنسولين حيث تعمل على تجنب زيادة وزن الجنين أثناء الحمل، كما أنها تؤدى إلى تقليل كمية الأنسولين فى دم الجنين وبذلك نتجنب مشاكل عدم نضوج الرئة وتجنب حدوث مشاكل فى قلب الجنين. ومن الوسائل التى لازالت تحت الأبحاث تحسين مستوى الأكسجين فى الأجنة مثل استعمال الأوزون بالجرعات العلاجية للام الحامل أو عقار solcoseryl كما يجب الاهتمام أثناء الولادة بعدم نقص الأكسجين فى الأم أو فى الطفل حديثى الولادة.
