قد يكتشف ارتفاع نسبة الجلوكوز فى دم السيدة الحامل المعروف أنها لا تعانى منه قبل الحمل بالصدفة أثناء إجراء التحليلات الدورية المعتادة. تلك حالة معروفة بالسكر المصاحب للحمل وهى حالة مؤقتة عارضة تظهر خاصة فى النصف الثانى من فترة الحمل ويستمر ليختفى بعد الولادة. وقد يظهر فى الحمل التالى أو لا يظهر وقد ينتهى به الأمر لأن يظهر ويستمر لذا يجب مراجعة ملف الحمل فى كل مرة خاصة بعد الولادة للتأكد من طبيعة السكر المصاحب للحمل هل هو بالفعل عرض مؤقت سينتهى بنهاية الحمل أم أنه سيستمر. فماذا لو حدث الحمل لسيدة تعانى من مرض السكر بالفعل وتعالج منه؟ الواقع أن الحمل فى تلك الأحوال يقع تحت عنوان الحمل الخطر هذا لا يعنى أن احتمالات الأمن والولادة الطبيعية غير واردة. إلا أن الحرص فى متابعة تطورات الحمل وعلاج أى مضاعفات محتملة أو متوقعة قد يدرأ أخطارا كثيرة تتعرض لها الحامل إذا كانت مريضة بالسكر. ● يؤدى الحمل لدى مريض السكر إلى تدهور فى نسبة السكر فى الدم نتيجة ما يصاحب الحمل من تغيرات هرمونية ترفع نسبة السكر فى الدم إلى معدلات كبيرة وتزيد من مقاومة فاعلية الأنسولين. لذا فمراجعة مستوى السكر فى الدم أمر واجب فى فترات متقاربة لتحديد جرعات الأنسولين اللازمة خاصة أنه يستبعد العلاج بالأقراص فور حمل السيدة المريضة بالسكر نظرا لخطورتها على الجنين. ● الاحتفاظ بمعدلات السكر فى الحدود الطبيعية أمر مهم وضرورى فى فترة الحمل إذ إن ارتفاعه أو تذبذب مستواه من شأنه أن يؤثر بالسلب على نمو الجنين الأمر الذى يؤدى إلى تشوهه خاصة فى المخ والجهاز العصبى. أو بزيادة الوزن عادة أو نقصانه وكلاهما أمر له دخل كبير فى كون الولادة ستتم بصورة طبيعية أو تبدو متعسرة أو ربما انتهت إلى إجهاض مبكر. هناك أيضا احتمالات وفاة الجنين أو ظهور أعراض خطيرة عليه بعد الولادة كعدم اكتمال نمو الرئة أو انخفاض نسبة السكر فى دم المولود بصورة تهدد حياته. ● السيطرة الحازمة على نسبة السكر فى دم السيدة الحلامل المصابة أصلا بالسكر تستدعى جرعات من الأنسولين محسوبة بدقة تتناسب ومعدلاته فى الدم (80 150 مجم/ ديسى لتر). ● متابعة المريضة الحامل يجب أن تتم على فترات قصيرة متعاقبة مرة كل اسبوعين على الأقل يجرى فيها الكشف الطبى عليها بواسطة طبيب الأمراض الباطنية والسكر ثم طبيب أمراض النساء والولادة تبادل المعلومات بينهما والمشاركة فى الرأى أمر قد يحفظ عليها حياتها وعلى الجنين سلامته. ● يجب أن يناقش الطبيب مع مريضة السكر الحامل كل تفاصيل ملفها الطبى، فاعلية الأنسولين وأهميته، المكملات الغذائية أو الفيتامينات التى يجب إضافتها إلى برنامجها الغذائى، الاحتياطات التى يجب أن تسبق الولادة. أن يرشدها إلى أهمية طرق الكشف فى المنزل على تطورات مستوى السكر، طريقة استعمال الجلوكوميتر وقراءة أرقامه ودلالاتها متى يظهر الاستوين فى البول وأهميته ولماذا لا يعتد بظهور السكر فى البول. ● ضرورة استخدام حقن الأنسولين واستبعاد الأقراص أمر يستدعى مراجعة النظام الغذائى الذى تتبعه مريضة السكر الحامل إذ إنه من الضرورى أن يضم سعرات حرارية أكثر ومكونات غذائية تختلف عن نظام مريض السكر العادى. الأمر يجب مناقشته مع الطبيب وفقا لأحوال عديدة منها وزن الحامل ونسبة الزيادة فيها مع الحمل، مظاهر نقص الفيتامينات المختلفة أو الاحتياجات لمكملات غذائية مثل الكالسيوم وفيتامين (د) وحمض الفوليك والحديد وفيتامين ب12. مريضة السكر الحامل يمكنها أن تتمتع بحمل وولادة طبيعية متى حافظت بكل الطرق الممكنة على ثبات نسبة السكر فى الدم وتناولت ما يلزمها من فيتامينات ومكملات غذائية وحرصت على وزنها ليزيد مع الحمل بصورة طبيعية واحتفظت بحركة نشطة لآخر مراحل الحمل.