نقلا عن اليومى.. «أمن الدولة» أصدر تقريراً طلب فيه من «ماضى» تلميحاً الإعلان عن حقيقة علاقته ب«أبوالفتوح» حبيب العادلى يسأل «أبوالعلا» عن «أبوالفتوح».. فيرد: ليس مفروضاً أن أكون «ندلاً» حتى أحصل على الحزب فى هذه الحلقة نتناول قصة تأسيس حزب الوسط الذى شغل الأوساط السياسية فى التسعينيات من القرن الماضى، وساد جدل كبير وقتها حول ما إذا كان هذا الحزب «إخوانيا» أم أنه مستقل كما كان يقول مؤسسه أبوالعلا ماضى، فى كواليس قصة تأسيس «الوسط» كان جهاز أمن الدولة يراقب الحالة خطوة بخطوة.. وفى المقابل كانت قيادات الإخوان تبعث برسائلها كلما اقترب الحزب من موعد النظر «رسمياً»، تأكد من خلالها أن المشروع ينتمى إلى جماعة الإخوان، واستهدف ذلك عرقلة ولادة الحزب.. فى التفاصيل كان اسم عبدالمنعم أبوالفتوح سببا آخر فى خوف الأجهزة الأمنية. جرت هذه الوقائع كلها ما بين شهرى أغسطس وأكتوبر 2009، وكنت شاهدًا على الجزء الأكبر منها. كانت لجنة شؤون الأحزاب برئاسة صفوت الشريف قد حددت يوم السبت 15 أغسطس 2009 للقاء مع أبوالعلا ماضى، وكيل مؤسسى حزب الوسط، الذى كان قد تقدم بأوراقه أربع مرات متتالية على مدى 13 عامًا، دون أن يحظى بالقبول. قبل أسبوعين تقريبًا من هذا الموعد حصلت على تقرير أعدته مباحث أمن الدولة، تؤكد فيه أنه من الصعب أن يحصل «أبوالعلا» على ترخيص بحزبه، عرضت الأسباب من وجهة نظر أمن الدولة، والتى كان من أهمها أن هناك بعض دوائر داخل الحزب ترى أن «الوسط» عندما بدأ بالتقدم بطلب تأسيس من مجموعة الشباب كان الأب الروحى لهم هو مهدى عاكف، بعد الحصول على موافقة مصطفى مشهور، وذلك دون علم مأمون الهضيبى الذى كان نائبًا للمرشد، مما أثار حفيظته، وهدد بالاستقالة من الجماعة إذا لم يتم تجميد المشروع، وهو ما أدى إلى إجراء تحقيق مع المجموعة التى تقدمت بالحزب لاحتواء غضب مأمون الهضيبى، وصدر قرار بتجميد عضوية من رفضوا التحقيق، وكان على رأسهم أبوالعلا ماضى. وتساءل التقرير: من يضمن أن يكون انقلاب أبوالعلا ماضى على الإخوان ليس سوى انقلاب نفسى بحت، فهو يريد أن ينتقم ممن جمدوه فى الجماعة، خاصة أنه حتى الآن لم يستطع تحرير موقفه من هذه القضية، ولم يقدم ضمانات على أنه أصبح مختلفًا اختلافًا جذريًا عن جماعة الإخوان المسلمين. كان أبوالعلا ماضى صاحب مقام وشأن داخل جماعة الإخوان، كانوا يلقبونه ب«سيد شباب الجماعة»، وقد اعتقد أنه عندما سيخرج منها غاضبًا بعد تجميد عضويته سيتبعه آلاف الأعضاء، إلا أنه تقريبًا خرج وحيدًا، ولم يلحق به إلا ثلاثة أو أربعة كان من بينهم رفيق دربه عصام سلطان. تقرير أمن الدولة التفت إلى مساحة أكثر خطورة، قد تستدعى عدم منح «أبوالعلا» الترخيص بالحزب، وهى مساحة علاقته القوية والخاصة بعبدالمنعم أبوالفتوح، «وقتها كان عبدالمنعم مسجونًا على ذمة قضية التنظيم الدولى، وكان يعانى صحيًا، وقد استدعى هذا أن تقوم مجموعة من القوى السياسية بجمع توقيعات للإفراج عنه، وكان أبوالعلا هو رقم 2 فى قائمة الموقعين على البيان»، رغم أنه على المستوى الإعلامى ينفى نفيًا قاطعًا أن يكون بينه وبين «أبوالفتوح» أى علاقة من أى نوع. اعتبر التقرير أن أبوالعلا ماضى لا يزال محسوبًا على عبدالمنعم أبوالفتوح، فهما يحملان نفس الأفكار، وكل منهما يحاول أن يعيد الثانى إلى صفه مرة أخرى، «عبدالمنعم» يقول ل«ماضى»: لابد أن ترجع إلى جماعة الإخوان، لأن هذه جماعتنا نحن وليست جماعتهم، و«أبوالعلا» يقول ل«عبدالمنعم»: ننتظرك فى حزب الوسط فهذه لم تعد جماعتك، ولم يكن «أبوالعلا» يفعل ذلك، لكنه كان يعرف أن انضمام «أبوالفتوح» لحزب الوسط سيكون نصرًا كبيرًا، بل يمكن أن يتسبب فى دخول عدد كبير من الإخوان حزب الوسط، ثقةً فى «عبدالمنعم»، واطمئنانًا لصحة مواقفه. كان التخوف الأكبر الذى وضعه تقرير أمن الدولة هو أن يتم التصريح لحزب الوسط بالعمل والخروج إلى النور، فيقوم «أبوالعلا» على الفور بتسليمه إلى عبدالمنعم أبوالفتوح، وبذلك يكون النظام أهدى الإخوان حزبًا سياسيًا على طبق من ذهب، دون أن تضطر الجماعة إلى التقدم بحزب، أو إعداد برنامج، أو الوقوف أمام لجنة شؤون الأحزاب. ما الذى كان يريده هذا التقرير تحديدًا من أبوالعلا ماضى؟ عبر مصادر مختلفة عرفت أن النظام يريد أن يقدم «ماضى» ضمانات واضحة، تجعله يبتعد بالحزب عن عبدالمنعم أبوالفتوح، بل يكون من الأفضل إذا صرح «أبوالعلا» بما يؤكد اختلافه الشخصى- وليس السياسى فقط- عن «عبدالمنعم» إعلاميًا. ما حدث فعلا أن «أبوالعلا» لم يفعلها.. فى مكتبه بشارع قصر العينى جلست معه، وكان التقرير الذى نشرته أمامه، أدرك منذ اللحظة الأولى أن أمن الدولة يحاول الإيقاع بينه وبين عبدالمنعم أبوالفتوح، وأنهم فى الغالب لن يمنحوه الحزب، لكن يريدون فقط أن يهدموا ما بينه وبين صديقه. قال لى «أبوالعلا» إنه كان قد قرر ألا يتحدث عن هذا التقرير، لأنه يلمح فيه عدم احترافية، إلا أنه سيتحدث لأهمية ما نشر ومصداقية من نشر، وكانت ردود «أبوالعلا» على التقرير واضحة ومحددة، ويمكن أن نختار مما قاله ما يلى، والكلام على لسانه نصا: أولًا: لقد خرجنا من الإخوان لأننا رفضنا أن نعمل دون شرعية، كفرنا بالخروج على نطاق الشرعية، وهو ما يجعلنى أقول إننا لن نتحرك بشكل تنظيمى إلا بعد أن نحصل على رخصة الحزب، لأن الذى يحركنا هو الدستور والقانون. ثانيًا: يذهب التقرير إلى أن حزب الوسط خرج كنوع من التمرد النفسى على الإخوان المسلمين، وأننى أفعل ما أفعله الآن من أجل الانتقام من الجماعة، وهو كلام مردود عليه تمامًا، فأنا لم تكن لدىّ مشكلة نفسية مع الإخوان مطلقًا، بل كنت مميزًا فيها، كنت أصغر عضو مجلس شورى الجماعة، ولم أكن مضطهدًا أبدًا، ولكنى رأيت أن الجماعة تسير فى طريق مسدود، وإذا كان هناك من يرى أن الحزب يمكن أن يخدم الإخوان، فهذا لا أساس له من الصحة، فنحن بيننا وبين الإخوان فروق جوهرية، من حيث التفريق بين الدعوى والسياسى، والعمل من خلال القانون والدستور، إننا معارضون، ولسنا مناهضين للنظام، نحن مع مدنية الدولة، وضد التفتيت المذهبى، حزب الوسط ما كان أبدًا جزءًا من الإخوان، لقد كان حركة تمرد كاملة متكاملة ولا يزال. ويضيف «أبوالعلا» ما يمكننا اعتباره اعترافًا خطيرًا جدًا، يقول: كانت هناك نقطة نور واضحة فى مسيرتى مع الإخوان، فتحديدًا قبل تأسيس حزب الوسط بعامين أدركت أن الجماعة لا تسعى إلى الشرعية القانونية، وأن القضية التى رفعتها الجماعة من العام 1976 لإلغاء قرار حل الجماعة لم تكن إلا حركة مكشوفة، لقد قلنا لهم إنه بافتراض وجود قرار حل للجماعة، فلماذا لا تفكر الجماعة فى التقديم للحصول على حزب أو جمعية أهلية، لقد ثبت فى يقينى أن الجماعة تريد أن تبقى كما هى، لا تخضع لأى رقابة من أى جهة، ولا إشراف ولا لوائح، وكان مأمون الهضيبى يقول دائمًا عندما يواجهه أحد بخطأ معين بأن «إحنا اللى عملنا اللايحة وإحنا اللى بنخالفها». ثالثًا: النقطة المهمة هنا هى علاقتى بعبدالمنعم أبوالفتوح، وتأثيرها على مستقبل حزب الوسط، وليعلم الجميع أن علاقتى ب«عبدالمنعم» طبيعية جدًا، وهل مطلوب منى مثلًا أن أكون «رجلًا ندلًا» حتى أحصل على الحزب، لكن ما يجب أن يعرفه الجميع ومن أعدوا هذا التقرير - على افتراض صحته - أن بينى وبين عبدالمنعم أبوالفتوح خلافًا جوهريًا فيما يتعلق بجماعة الإخوان، وعندما قابلته منذ سنوات فى قصر العينى- وكان مسجونًا أيضًا- قلت له: لا أمل فى الإخوان، وأنت تضيع عمرك معها. أما فيما يتعلق بتوقيعى على بيان التضامن مع عبدالمنعم أبوالفتوح، فهذا له قصة لا بد أن تروى، فقد أعد جورج إسحاق البيان وكان معه أحمد بهاء الدين شعبان، وأرسلاه لى كى أوقع عليه، وقد قلت لهما، سأضيف فقرة على البيان للتفريق بين عبدالمنعم وجماعة الإخوان، وقد كتبتها بالفعل وأظهرت اختلافنا مع الجماعة بشكل جذرى، وبعد أن اطلع عبدالغفار شكر وعبدالجليل مصطفى على الفقرة طلبا تخفيفها لأنها كانت حادة جدًا، وذلك حتى يوقع أكبر عدد على البيان. كانت الفقرة إدانة لمواقف جماعة الإخوان المسلمين من المرأة والأقباط والمواطنة بشكل عام، لكن احتفظنا بأن هناك خلافًا جوهريًا بيننا وبين الإخوان، وهذا موجود بالفعل فى نص البيان، وحكاية أن اسمى هو الثانى فى البيان أمر مضحك، وليس معنى ذلك أننى أوافق «عبدالمنعم» فيما يقوله، فبينى وبينه كما قلت خلافات جوهرية، لكن التعاطف الإنسانى فى مثل هذه المحنة لا يمكن أن يصادره أحد. كانت رسالة أبوالعلا ماضى واضحة جدا على أنها رد على رسالة أمن الدولة إليه، وتعنى أنه فهم المطلوب منه جيدا، وأعتقد أنه فعله بين السطور، فهو: أولا: لم يخرج من جماعة الإخوان المسلمين لأنه كان مضطهدًا، ولكن لأنه أصبح صاحب رؤية واضحة ومختلفة عنهم فيما يتعلق بالأداء السياسى، وعليه فهو لا يمكن أن يعود مرة أخرى إلى الإخوان المسلمين، وليس متصورًا أن يمنحهم الحزب الذى ظل يعمل عليه لأكثر من 13 عامًا. ثانيا: هو يعرف عبدالمنعم أبوالفتوح جيدًا، لكنه مع ذلك يختلف عنه اختلافًا جوهريًا، لكنه لا يستطيع بأى حال من الأحوال أن يضحى بالعلاقة الإنسانية بينهما، فلو فعل ذلك فلن يحترم نفسه، بل سيكون فى نظر الجميع «ندلًا» يبيع صديقه من أجل الحزب، وهذه ليست أخلاق «أبوالعلا». حاول أبوالعلا ماضى أن يتجاوب بالفعل مع تقرير أمن الدولة بقدر ما استطاع، معتقدا أن الكلمات المراوغة التى قام بصياغتها يمكن أن تكون كافية كى يقتنع من بأيديهم منحه ترخيصا بالحزب.. ولم يكن توقعه صحيحا بالمرة. ما حدث بالفعل فى لقاء «أبوالعلا» مع أعضاء لجنة شؤون الأحزاب وكان من بينهم صفوت الشريف، ومفيد شهاب، وحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، واستمر لما يقترب من ساعتين ونصف الساعة، أن «العادلى» سأله بشكل مباشر عن علاقته بعبدالمنعم أبوالفتوح، فكرر له ما سبق وقاله لى بأنه لن يكون «ندلًا» حتى يحصل على الحزب.. وبالفعل لم يحصل على الحزب هذه المرة، رغم أنه استطاع أن يقدم إجابات حازت إعجاب الموجودين وقتها، لكن يبدو أن عبدالمنعم أبوالفتوح كان يشكل رقمًا صعبًا خلال هذه المرحلة. كانت هذه مجرد محاولة من أمن الدولة للإيقاع بين أبوالعلا ماضى وعبدالمنعم أبوالفتوح، محاولة كشفت تخوف الجهاز من أن يحصل «أبوالعلا» على الحزب، ثم يلقى به فى حجر «عبدالمنعم»، وبذلك يكون ألقاه كله فى حجر الإخوان المسلمين، لكن تكشف أيضا عن أن الأجهزة الأمنية كانت على استعداد تام لمنح أبوالعلا الترخيص بالحزب إذا وافق على شروطها أو استجاب لها بالطريقة التى تريدها، فلم تكتف الأجهزة الأمنية بإعلانه أنه يختلف عن الجماعة أو مع «عبدالمنعم»، بل كانت تريده أن يعلن الحرب عليهم جميعا. لم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة.. كانت هناك مفاجأة أكبر، لقد حدث اتفاق تام يصل إلى درجة الصفقة الكاملة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان المسلمين لوأد حزب الوسط وعدم تمكينه من الخروج إلى النور، وقد تتعجب من تحالف النظام والإخوان على أحد قيادات الجماعة السابقين، لكن هذا ما حدث بالفعل، والوقائع الآتية تؤكده وتدعمه. كان هناك إصرار من جماعة الإخوان على تعطيل حزب الوسط، ولذلك لجأت إلى كل الطرق لتحقيق ذلك، فقد ضغطت على المؤسسين الأوائل فى 1996 وحصلت على تنازلات من بعضهم مثل صلاح عبدالمقصود، وجمال حشمت، وآخرين، وذهب اثنان من محامى الجماعة هما مختار نوح، ومأمون ميسر بالتنازلات إلى المحكمة، وانضما إلى محامى الحكومة ضد حزب الوسط. وفى العام 2005، وبعد أن صدر تقرير مفوضى الدولة لصالح حزب الوسط، وهو التقرير الذى شهد بتميزه، وقتها خرج مهدى عاكف وقال إنه صاحب هذا الحزب، وقام «أبوالعلا» بعمل إنذار على يد محضر له، وكتب ردًا مطولًا على كلام «مهدى» سرد فيه القصة الكاملة لحزب الوسط. كان هدف مهدى عاكف واضحًا من التصريح بأنه صاحب فكرة حزب الوسط، وأنه من وضع فكرته، فقد أراد الرجل العجوز أن يقدم لنظام مبارك الحجة التى يضرب بها أبناء الحزب، فها هو «أبوالعلا» يتخفى تحت عباءة الوسط من أجل الحصول على حزب يقدمه للإخوان المسلمين، وكان النظام قد ابتلع الطعم، لأنه يروق له بالفعل، وعطل الحزب ولم يمنحه الترخيص.. ولذلك حاول أبوالعلا ماضى أن يفسد هذه المحاولة، لكنه كان يفشل طوال الوقت. لم ينزعج أبوالعلا ماضى مما تقوم به الجماعة مع حزب الوسط وقتها قال لى: «إنهم منزعجون من حزب الوسط ولا يريدونه أن يخرج إلى النور، لأنهم يعتقدون أننا نخطط لنأخذ منهم الأعضاء، وهو كلام ليس صحيحًا على الإطلاق، فأعضاء الإخوان لا يصلحون للعمل السياسى، إننا نريد أن نضم مواطنين مصريين عاديين وطبيعيين، تدينهم بسيط، إننا لا نريد أن نكون الإخوان بشرطة، ولابد أن يعرف الجميع ذلك». وفى غضب واضح قال «أبوالعلا»: «الإخوان يتعاملون معنا بشماتة رهيبة، ويستغلون رفض الحزب كل مرة فى تثبيت أعضاء الإخوان، يقولون لهم لقد خرج «أبوالعلا» ومن معه وحتى الآن لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا، ولذلك فإننى أقول وبصراحة إن التأخير المتعمد فى الإفراج عن حزب الوسط وإخراجه للنور يصب فى النهاية فى مصلحة الإخوان المسلمين دون غيرهم». لم يكن هذا هو ما فعلته الجماعة لتعطيل حزب الوسط فقط فعندما أعلن أبوالعلا ماضى أنه سيتقدم بأوراق حزبه للمرة الرابعة خرج عصام العريان وقال دون أن يسأله أحد - وكان ذلك فى ندوة بجريدة الشروق - إن الإخوان هم أصحاب حزب الوسط. كان العريان يكرر نفس السيناريو السابق الذى انتهجه مهدى عاكف، يستبق الأحداث بأن يلصق الإخوانية الواضحة بحزب الوسط، حتى تقف هذه التهمة حائلًا بين أن يحصل «أبوالعلا» ومن معه على الترخيص بالحزب، رغم أن العريان فعليًا كان يحتقر ويتعالى على مجموعة أبوالعلا ماضى. قال لى فى لقائه به فى نقابة الأطباء «ديسمبر 2009»: «لو سألتك من هى مجموعة أبوالعلا ماضى فلن تذكر إلا ثلاثة أو أربعة أسماء على الأكثر، وحكاية «أبوالعلا» بشكل موضوعى لو قيمناها لسألنا من رأيه صواب وأحكم، المناطحة للحصول على رخصة حزب أم الهدوء فى التعامل مع النظام، فهذا أمر لن يتم إلا بالتراضى، وكان هذا رأى قادة الإخوان، قالوا: لقد قدمنا أوراق الحزب لكن لن نذهب إلى المحكمة بعد ذلك ولن نناطح، لكن «أبوالعلا» ومجموعته قالوا: سنستمر، ولهم الآن 13 سنة دون أن يستجيب لهم أحد بما يؤكد أن رأى الجماعة كان الأصوب والأحكم والأعقل». كان العريان يعرف ذلك جيدا لكنه لم يتردد عن الكذب باسم «أبوالعلا» ورفاقه ويقول إن الوسط حزب الإخوان، وذلك حتى يحرق كل المراكب التى يمكن أن يستقلها «أبوالعلا» وهو فى طريقه إلى السلطة التى كانت قد اتفقت مع الإخوان على تعطيل الحزب بأى طريقة. واقعة أخيرة كان أبوالعلا ماضى يحتفظ بها لنفسه وأطلعنى عليها وقتها وطلب منى عدم نشرها، ففى العام 2005، وبعد صدور تقرير هيئة المفوضين الذى انحاز إلى الحزب وإلى برنامجه، أجرى خيرت الشاطر - أشار لى وقتها أنه كان مسجونًا قبل ذلك - اتصالات مكثفة مع الأجهزة الأمنية، وسأل وهو تقريبا منهار - التعبير لأبوالعلا - هل ستمنحون «أبوالعلا» الحزب، وحذر من خطورة ذلك، بل استعطف الجهات الأمنية ألا تقدم على هذه الخطوة، لأنها ستضر بالجماعة ضررًا بالغًا، وكان أن استجابت الجهات الأمنية ولم تمنح «أبوالعلا» حزبه. موضوعات متعلقة : وادى الخيانة .. الحلقة الأولى .. مبارك لم يذكر الإخوان صراحة إلا مرتين فقط.. الأولى فى 89 عندما قال للهضيبى: ما الإخوان بيتكلموا كويس أهه والثانية عندما كشف علاقتهم بالأمريكان فى 2005 وادى الخيانة .. الحلقة الثانية ..عمر سليمان يكشف سر كراهية مبارك الشخصية لقيادات الإخوان ..الجماعة طلبت من هيكل التوسط لدى سليمان للجلوس معه أثناء محاكمة مبارك وادى الخيانة..الحلقه الثالثة..الإخوان اتفقوا مع أبوغزالة على دعمه فى انتخابات الرئاسة 2005 ثم باعوه لمبارك..يحيى الجمل لعب دور الوسيط بين «الجماعة» و«المشير» وادى الخيانة .. الحلقة الرابعة .. أسرار صفقة «العوا» مع «أمن الدولة» لمنح الإخوان 45 مقعداً فى انتخابات 2010..الاتفاق عليها جرى فى اجتماع ضم اللواء حسن عبدالرحمن و«بديع» و«العوا» و«الكتاتنى» و«مرسى»