نعى عدد من الكتاب والفنانين السودانيين رحيل الروائى السودانى محمد حسين بهنس، متأثرا بالبرد القارس الذى أودى بحياته وهو يعيش على أحد أرصفة وسط القاهرة مشردا بلا مأوى. وصف المخرج السينمائى السودانى، طلال عفيفى، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، موت محمد حسين بهنس ب"المفجعة والمبكرة"، مؤكدا أن سيرته ستظل إشارة موجعة إلى هواننا الإنسانى فى برد القاهرة الموحش القارس. ومن جهته قال الكاتب الروائى السودانى حمور زيادة، على صفحته الشخصية بفيسبوك، "بهنس الكاتب والمصور والتشكيلى السودانى الشاب الأنيق الذى التقيته قبل أكثر من عشرة أعوام بقاعة الشارقة فى الخرطوم.. كان فى معية عبد المحمود أبو يقدمه للناس باحتفاء ويعرفه بلقب "الفنان"! كان شاباً وسيماً موفور الصحة.. أهدانى روايته "راحيل" وكتب لى عليها إهداءاً مؤثراً، ثم فوجئت به مؤخراً متشرداً فى شوارع وسط البلد فى القاهرة ! وأضاف زيادة: لا يمكننى أن أصف حالته التى يمشى بها بين المقاهى ذاهلاً يتسول.. نحيل كأنة خيط! أمر يفوق أبشع المآسى.. ونعى ياسر الزمراوى الراحل محمد حسين بهنس صديقه على صفحته الشخصية قائلا: تقدمت السنين، عدت لأجدك أكثر حزنا وانفصاما عن هذا المجتمع، لأجدك أكثر انغلاقا فى العمل الإبداعى، اختلف الأصدقاء فيما بينهم، هزنا العسكر، وبحثنا كلنا عن الخروج والحياة الكريمة، كنت أنت فى الداخل تقاتل فكرا وإبداعا،كانت جامعة السودان تجمعنا وكنت أنت أكثرنا قدرة على الإيغال فى المعنى منا كلنا،كنت أكثرنا عطاء، شهد لك الكبار قبلنا، كنت متعددا فى المواهب مانحا حياتك كلها للإبداع والتغيير. فيما تذكرت الشاعرة السودانية وفاء عبيدى، قصيدة مصطفى سند، لترثى بها رحيل بهنس ونشرت على صفحتها الشخصية: كيف ارتحالك فى العشى بلا حقائب أو لحاف؟ ترتاد أقبية المكاتب والرفوف السود والصحف العجاف زمنا يمصّ الضوء من عينيك يصلب وجهك المنسى فى الدرج العتيق أثرا كومض شرارة تعبى على خشب الحريق كيف ارتحالك أيها المصلوب مثل شواهد الموتى بزاوية الطريق.