ذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" الهندية أنه بعد 6 أعوام من انفصالها فعليا و3 من انفصالها رسميا فى 2011، تواجه دولة جنوب السودان خطر السقوط فى أتون الحرب أهلية، فى أعقاب المحاولة الانقلابية التى وصفها رئيس البلاد سيلفاكير ميارديت ب"الفاشلة"، إلا أنها فى الحقيقة هى الأولى التى استطاعت أن تهز عرش سلفاكير، حيث خضع الرئيس الأفريقى لضغوط الغرب والمجتمع الدولى الذى حذر، اليوم، الخميس، من احتمالات تطور المواجهات بين القوات الموالية ل"ريك مشار" قائد الانقلاب والقوات الحكومية ل"حرب أهلية عرقية". من جهتها، حذرت الأممالمتحدة من تصاعد التوتر فى جنوب السودان، واحتمالات انزلاق جنوب السودان ل"حرب أهلية"، تلك الاحتمالات التى دفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا لإجلاء رعاياهم من جوبا، فى الوقت الذى أعلن فيه مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ايرفيه لادسو أمام مجلس الأمن الدولى، أن ما بين 400 و500 جثة نقلت إلى مستشفيات العاصمة، فيما أصيب 800 آخرون فى المواجهات بين قوات سلفاكير والقوات الموالية لمشار، بينما فر ما بين 15 إلى 20 ألف مدنى إلى معسكرات تابعة للأمم المتحدة هربا من المعارك. وفيما أعلن مارتن نيسركى المتحدث باسم الصليب الأحمر فى جنوب السودان مقتل 19 مدنيا، اليوم، إثر تجدد الاشتباكات بين القوات الموالية ل"مشار" والقوات الحكومية، حذر رئيس مجلس الأمن الدولى جيرار أرو من تحول الصراع ل"حرب أهلية"، مشددا فى الوقت نفسه أن "الإمدادات الغذائية والطبية تنفد بسرعة"، المعلومات التى أكدتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. إلى ذلك، نقل الموقع الإلكترونى لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، اليوم، الخميس، عن محللين قولهم إن "أصل الصراع بين الرئيس ونائبه المقال هو فى الحقيقة صراع طائفي. حيث ينتمى سلفا كير إلى قبيلة الدينكا فيما ينتمى مشار إلى قبيلة أخرى وهى النوير". وكانت الولاياتالمتحدة قد دعت مواطنيها إلى مغادرة جنوب السودان بسبب أعمال العنف فى البلاد، فيما أكد مسئولون أمريكيون أن الرئيس باراك أوباما يتابع عن كثب الأحداث الجارية فى جنوب السودان. ولا يزال جنوب السودان أحد أفقر الدول وأقلها تطورا فى أفريقيا رغم كل احتياطياته النفطية ويعانى من قتال عرقى أذكته الأسلحة التى خلفتها عقود من الحرب مع السودان. وتسلط الأحداث الجارية فى جنوب السودان الضوء على حجم الانقسامات فى هذه البلاد التى انفصلت حديثا عن السودان فى استفتاء جرى أوائل عام 2011.