فى ظل استمرار مسلسل المنافسة للسيطرة على الفضاء، والذى بدأ مع بداية الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى، عقب هبوط أول مركبة فضائية على القمر بواسطة المركبة الفضائية السوفيتية "لونا"، وذلك فى عام 1959 م، وتلاها ثان هبوط على القمر من خلال بعثة "أبولو" الأمريكية، فى عام 1969 م، ونجحت الصين مؤخرا فى إرسال مركبة فضائية تحمل اسم "تشانج اه 3"، والتى هبطت على القمر أمس السبت 14 ديسمبر 2013، وتقوم إيران بإرسال القرود لاكتشاف الفضاء خوفا على الإنسان. وأعلن التليفزيون الرسمى الصينى، أن هبوط المركبة الصينية أمس على سطح القمر، عملية رئيسية أخرى فى برنامج الصين الطموح لاستكشاف الفضاء، وأشار التليفزيون الصينى أن المركبة "تشانج اه 3" كانت تحمل المسبار "يوتو"، الذى يزن 120 كجم، ويعمل بالطاقة الشمسية، ويسير على ست عجلات، ومزود بذراع آلية لجمع حمولة تصل إلى 20 كجم. ومن جانبها، أعلنت إيران أنها أطلقت مسبارا يحمل اسم "بجوهش"، على متنه قرد يدعى "فرجام"، وقالت وكالة أنباء فارس، إن مسبار "بجوهش" يعمل بالوقود السائل، مضيفة "أكمل المسبار مهامه الفضائية بنجاح تام، وعاد إلى الأرض بعد ارتفاعه إلى علو 120 كيلو مترا، لمدة 15 دقيقة وعلى متنه القرد فرجام وهو بحالة صحية جيدة". وتعد هذه التجربة الثانية لإيران بإرسالها مسبارا للفضاء وعلى متنه قرد، وكانت المرة الأولى فى يناير الماضى، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية وقتها "بعد مشاهدة صور القرد المسكين، ما من وسيلة لتتأكد بها الولاياتالمتحدة من ذلك بطريقة أم بأخرى". ومن جانبه هنأ الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، منظمة الفضاء الإيرانية بتغريدة على موقع تويتر، كتب فيها "هذا ثان قرد يرسل إلى الفضاء ويعود بصحة جيدة إلى إيران، أهنئ القائد والعلماء والأمة". وفى مسلسل استمرار اكتشاف الفضاء، لم يكتف الأمريكيون بالوصول إلى القمر، فقد قامت شركة ناسا لأبحاث الفضاء مؤخرا، بالكشف عن أحدث "روبوت" خاص بها تحت عنوان "فالكيرى"، وجاء مشابها إلى حد بعيد مع تصميم روبوت سلسلة الخيال العلمى الشهيرة "آيرون مان" أو الرجل الحديدى، والتى خصصته لمهمة جديدة، وهى الصعود إلى الفضاء، وتحديدا إلى كوكب المريخ. وذكر موقع "ماشابل"، أن روبوت ناسا الجديد تم بناؤه ليهتم بالأبحاث والإنقاذ، وهو مزود بجهاز سونار، وكاميرات مدمجة بداخلة من الرأس وحتى القدمين، وبطارية ظهر عملاقة، مشيرة إلى أنه وعلى الرغم من أن الذراعين والقدمين ليسوا بنفس مرونة الإنسان العادى، إلا أن الروبوت يتحرك بنفس الطريقة، وهو ما سيكون مهما لدراسة حدود الحركة البشرية على سطح المريخ. من جانبه أكد نيكولاس رادفورد، رئيس مختبر "Dexterous" للروبوتات فى ناسا، أنه من المرجح أن ناسا سوف ترسل روبوتات قبل رواد الفضاء إلى الكوكب الأحمر، مضيفا أن "الروبوتات ستقوم بتهيئة الطريق للمستكشفين البشر، وحين يصل البشر سيعملون مع الروبوتات جنبا إلى جنب". وتابع الموقع أن "رادفورد"، يريد أن تقوم روبوتات ناسا المتجهة إلى المريخ بمساعدة الناس فى بناء المنازل وإرساء أسس الحضارة فى كوكب البشرية الثانى، ما يعنى أن الروبوتات المساعدة ستقوم باتخاذ نقلة كبيرة فى عالم الروبوتات، التى تستطيع الآن المساعدة فى تنظيف المنزل مثلا. والروبوت الجديد والذى يشبه "آيرون مان"، سيقوم بالتنافس مع مجموعة أخرى من الروبوتات فى مشروع تحدى أبحاث الدفاع المتقدمة الخاص بالوكالة، وهى منافسة تقارن الروبوتات فى أجزاء مثل القوة والبراعة لتحديد أى منهم سيكون أفضل للانتشار فى حالات الطوارئ، التى ستكون فى غاية الخطورة على البشر. وبهذا يستمر سباق الفضاء، وهو سباق بدأ بين الاتحاد السوفيتى والولاياتالمتحدةالأمريكية، كجزء من الحرب الباردة، محوره التسابق على أخذ أكبر مساحة من الفضاء عن طريق الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء المأهولة وغير المأهولة، وكان الأمر إظهارا للقدرة والتقنية لكلتا الدولتين فى مجال غزو الفضاء، وبدأ هذا السباق عندما أطلق الاتحاد السوفيتى أول قمر اصطناعى فى العالم، وهو سبوتنك-1 فى 4 أكتوبر 1957م، ثم أكد سبقه عندما أطلق قمره الاصطناعى الثانى سبوتنك-2 فى 3 نوفمبر 1957م. وسباق غزو الفضاء كان منافسة لاستكشاف الفضاء بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتى ودام تقريباً من عام 1957 إلى 1975، وتضمنت جهود استكشاف الفضاء الخارجى إطلاق الأقمار الصناعية، وإرسال البشر إلى الفضاء، وهبوط الإنسان على سطح القمر، وأساس بداية سباق غزو الفضاء كان فى التقنية المبكرة للصواريخ والتوترات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية. وبدأَ السباق فعلياً بعد إطلاق أول قمر صناعى من قبل الاتحاد السوفيتى فى عام 1957، الذى أدى إلى نشأة سباق التسلح العسكرى بين الاتحاد السوفيتى والولاياتالمتحدة، وأصبح غزو الفضاء جزءا مهما من التنافس الأيديولوجى والتقنى والثقافى أثناء الحرب الباردة، لذا أصبحت تكنولوجيا الفضاء مهمة جداً فى النزاع الأممى بسبب تطبيقاتها العسكرية المحتملة.