قال راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة التونسى إن بلاده صدرت الثورة لمصر ، مضيفا أنهم قادرون على أن يقدموا نموذجا ناجحا للديمقراطية. واعترف الغنوشى فى المقابلة التى أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" بارتكاب الرئيس المعزول محمد مرسى أخطاء، وقال ردا على سؤال حول إمكانية أن يتفق مع المعارضة على رئيس معين للحكومة، إن النهضة ونداء تونس هما أكبر حزبين فى البلاد، ولذلك فإن الاتفاق بينهما سيسهل بكل تأكيد الاتفاق مع الأحزاب الأخرى. وفيما يتعلق بمساعى النهضة لضمان عدم مقاضاة أعضائها على أى شىء قد يكونوا ارتكبوه من أجل أن تترك السلطة، قال الغنوشى، إنهم لم يطلبوا ما يسمى بالضمانات، ولكننا وضعنا شروطا: سنستقيل من الحكومة و نتخلى عن الحكم لحكومة تكنوقراط، لكن الثمن الذى طلبناه هو أن يكون للدولة دستور ديمقراطى يضمن حماية الحريات والحقوق، وأن يمنح الشعب موعدا للانتخابات ولجنة منظمة لها، لكننا لم نطلب حماية لأنفسنا لأننا لم نرتكب أخطاء. وتابع الغنوشى قائلا: لن أقول إننا حققنا نجحا كبيرا خلال العامين الماضيين، إلا أن علينا أن نتذكر أن البلاد تشهد مرحلة انتقالية بعد الثورة، ومقارنة بالدول الأخرى التى شهدت موقفا مماثلا، ليبيا وسوريا ومصر ودول الربيع الأخرى، فإن تونس فى وضح أفضل بشكل واضح، فهى لا تزال آخر شمعة مضيئة فى الربيع العربى برغم الرياح التى تهب عليها. وفيما يتعلق بالانتقادات للأداء الاقتصادى، رأى الغنوشى أن هناك مبالغات فيما تقوله المعارضة فى هذا الشأن، متحدثا عن تركيز حكومته على تنمية المناطق الفقيرة. كما تطرق الغنوشى إلى المتطرفين فى تونس، وقال إنهم أدانوا الهجوم على السفارة الأمريكية فى تونس واعتبره فشلا أمنيا كبيرا من قبل الحكومة، وأدى هذا الحادث إلى تغيير كامل فى التعامل مع السلفيين وجماعة أنصار الشريعة، مشيرا إلى أن الحكومة بدأت تعتبرهم إرهابيين بعد اغتيال الناشط التونسى محمد براهمى فى يوليو الماضى. وطرحت واشنطن بوست على الغنوشى سؤالا قالت فيه: هل تونس هى المكان الوحيد الذى قد ينجح فيه الربيع العربى؟ ردا الغنوشى قائلا: إنه يعتقد أن الديمقراطية ستنجح فى تونس، ويعتقد أيضا أنها ستنجح فى بلدان الربيع العربى الأخرى، وأضاف أنه يرى أنه فى عصر حرية المعلومات لا يمكن أن يكون هناك مكان لأنظمة مستبدة، معربا عن أمله بنجاح التحول إلى الديمقراطية فى تونس، مؤكدا أنهم سيصدرون إلى مصر نموذجا ديمقراطيا ناجحا. واعترف الغنوشى، أن الرئيس المعزول محمد مرسى ارتكب أخطاء، فسألته الصحيفة: مرسى وضع نفسه فوق القانون ورفض الحديث مع المعارضة العلمانية. وعن علاقته بمرسى، قال الغنوشى، إنه يعرفه وأنه يحترمه، وردا على سؤال حول ما إذا كان الغنوشى عضوا بالتنظيم الدول للإخوان، قال، إن النهضة حزب تونسى، فسألته ألست رئيس المكتب السياسى للتنظيم الدولى للإخوان، فقال لا، أنت تتحدثين عن الاتحاد الدولى للعلماء المسلمين وهو ليس سياسيا. فأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الاتحاد هو الشيخ يوسف القرضاوى، أحد أهم منظرى الإخوان، وقال الغنوشى، إنه ليس من قبيل المصادفة أن تكون تونس أول دول الربيع العربى، وأضاف: أعتقد أنها ستكون ناجحة فى تقديم نموذج ديمقراطى لأنها لدينا مجتمع متجانس به طائفة يهودية صغيرة، ولدينا حزب إسلامى معتدل كان أحد أبطال فكرة التوافق بين الإسلام والديمقراطية.