تونس التى كانت ذات يوم نموذجًا للاستقرار ما بعد الربيع العربى، أصبحت الآن «عاجزة» بسبب رد الفعل العنيف المتزايد ضد سلطاتها الإسلامية وارتفاع العنف المتطرف. أعطى الاتحاد العام التونسى للشغل مهلة 3 أسابيع للحكومة الائتلافية التى تقودها حركة النهضة الإسلامية، للتخلّى عن السلطة وإفساح المجال لحكومة انتقالية للإشراف على الانتخابات، أول من أمس «الثلاثاء». كما اقترح الاتحاد جدولًا زمنيًّا لإنهاء الأزمة السياسية التى تشهدها البلاد منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمى. ومن المفترض أن يتم تحديد موعد الانتخابات خلال المحادثات التى ستجرى على مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة، وفقًا لمسؤول بالاتحاد قال «سنقدّم الاقتراح للأحزاب المعنية. يجب أن يسلموا ردًّا خلال 48 ساعة. إذا نجح ذلك فمن الممكن البدء فى الحوار فى مطلع الأسبوع». من جانبها، أعربت حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشى فى بيان لها عن تحفّظها على هذا الاقتراح، وقالت «تلقّينا نسخة من المقترح اليوم ولدينا بعض التحفظات على بعض النقاط». وللمرة الثانية، منذ صعود النهضة الإسلامية إلى الحكم، نفّذ الصحفيون التونسيون إضرابًا عامًّا عن العمل «الثلاثاء» احتجاجًا على المضايقات التى تمارسها الحكومة، ولمطالبة السلطات القضائية باعتماد قانون الصحافة الجديد الخاص بمحاكمة الصحفيين ووقف ملاحقتهم استنادًا إلى القانون الجنائى التونسى الموروث من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن على. منجى الخضراوى الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التى دعت إلى الإضراب أن نسبة المشاركة تجاوزت 90%، وأنها نسبة غير نهائية. وأعلنت نجيبة الحمرونى رئيس نقابة الصحفيين خلال تجمع أقيم أمام مقر النقابة، أن إضراب «الثلاثاء» كان ناجحًا، مضيفة أن التحركات الاحتجاجية ستستمر إذا استمر القضاء فى محاكمة الصحفيين بمقتضى مواد سالبة للحرية من القانون الجنائى. يُذكر أن إضراب الصحفيين الأول كان فى 17 أكتوبر 2012 للاحتجاج على رفض الحكومة تفعيل قانون الصحافة الجديد، ولمطالبتها برفع يدها عن الإعلام. الغنوشى، قال فى تصريحات خاصة ل«واشنطن بوست»، «مهما فعلت الحكومة تتعرض للانتقاد»، موضحًا «إما أننا متساهلون جدًّا مع هؤلاء الأشخاص، أو أننا نواجهم بدوافع سياسية. لا تفوز أبدًا». كما أوضح زعيم حركة النهضة أنه لا ينبغى أن تكون الأحداث فى مصر مصدر إلهام لخصومه، مضيفًا «فى الأسابيع القليلة الأولى بعد الانقلاب فى مصر، كانت الجماعات المعارضة سعيدة وآمالها كبيرة، لكن أصبح السيناريو المصرى كابوسًا بعد المذابح التى وقعت. أعتقد أن الشعب التونسى يخشى هذا السيناريو».