من المنتظر أن يدخل وزراء مالية الاتحاد الأوروبى، اليوم الثلاثاء، فى خلاف بشأن خطة جديدة لإغلاق البنوك المتعثرة بمنطقة اليورو فى وقت تتزايد فيه الضغوط للتوصل إلى حل وسط بنهاية العام. ويهدف الإجراء الذى تم الترويج له كثيرا إلى الحيلولة دون اضطرار دافعى الضرائب إلى المساهمة فى برامج إنقاذ البنوك، وسيكون ذلك هو الركيزة الثانية لإقامة اتحاد مصرفى تعيق إتمامه أزمة وينظر إلى الإجراء بأنه حيوى من أجل استعادة الثقة فى منطقة اليورو. ويحذر مراقبون من أنه بدون التوصل إلى تسوية سريعة،فيمكن أن يتم تجميد خطة إغلاق البنوك المتعثرة طوال معظم أيام العام القادم بسب الانتخابات الأوروبية المزمعة. ويذكى ذلك مخاوف بأن عدم الاستقرار يمكن أن يعود إلى منطقة اليورو التى تتعافى ببطء من فترة ركود طويلة، إضافة إلى ذلك،من المقرر إجراء جولة جديدة من اختبارات التحمل للبنوك العام القادم ويمكن أن يؤدى ذلك نظريا إلى الكشف عن مشاكل جديدة فى البنوك الكبرى بتكتل العملة الموحدة. وقال رئيس الوزراء الإيطالى إنريكو ليتا أمس الاثنين إن "اتحادا مصرفيا.. . ليس مشروعا خياليا، فهو أمر لا غنى عنه.. . فمع عدم وجود اتحاد مصرفى،هوت أوروبا فى أزمة". وأضاف وزير المالية القبرصى هاريس جورجياديس أن "تأجيل القرارات واستمرار المواقف المتصلبة فى هذه المرحلة لن يكون فى صالح أحد"، ولكن كما هو الحال كثيرا فى الاتحاد الأوروبى، فالشيطان يكمن فى التفاصيل. وقال المفوض الأوروبى لتنظيم السوق الداخلية ميشيل بارنييه إنه "موضوع معقد جدا قانونيا واقتصاديا وماليا". وتشكل ألمانيا، القوة الاقتصادية الكبيرة فى أوروبا، التحدى الأكبر إذ تستفسر عن كل شيء بدءا بالأساس القانونى للنظام الجديد وأى بنوك سيشملها النظام إلى الجهة التى سيكون لها الكلمة الفصل فى إعادة هيكلة أى بنك متعثر أو إغلاقه. ودفعت برلين فى البداية بأن معاهدات الاتحاد الأوروبى القائمة لا تسمح بأى شئ أكثر من إقامة شبكة من السلطات الوطنية لتفكيك البنوك المتعثرة. وتحدث وزير المالية الفرنسى بيير موسكوفيتشى اليوم الثلاثاء عن أن إنشاء ذلك "يمكن أن يترك بشكل مبدئى هامشا للآليات الوطنية" بوجود فترة انتقالية إلى حين تطبيق النظام على مستوى منطقة اليورو. وقال وزير المالية الألمانية فولفجانج شويبله للصحفيين فى بروكسل فى وقت سابق اليوم :"نعمل بدأب من أجل تحقيق اتفاق سياسى فى هذا العام.. . الفرصة قائمة، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به". ومن المتوقع أن تمتد محادثات اليوم الثلاثاء حتى الليل. وتنتشر تكهنات بأن الوزراء الثمانى والعشرين سيضطرون إلى الدعوة لعقد اجتماع خاص فى الثامن عشر من كانون أول/ديسمبر لوضع اللمسات الأخيرة على تسوية وذلك عشية تقييم قادة الاتحاد الأوروبى لمدى ما أحرزوه من تقدم فى هذا الصدد.