"بيتنا" عندما يجتمع "الحب والحرب" فى قصيدة

صدر حديثا عن مركز "المحروسة للنشر" الديوان الخامس للشاعرة العراقية "ريم قيس كبة".
يضم الكتاب مجموعة من قصائد النثر العربية إضافة إلى ترجمتها الإنجليزية من الناحية الخلفية للكتاب، وهى الطريقة التى لجأت إليها الشاعرة والمترجمة مؤخرا لتؤكد على شاعريتها باللغتين العربية والإنجليزية فاستطاعت أن تتجنب المأزق الذى يقع فيه مترجمو الشعر أحيانا عندما يحملون القصائد معان لم ترد بها فتتذوق قصائدها الإنجليزية كما تلمسك العربية دون أن تشعر بالفرق الحسى بين اللغتين.
والكتاب يقع فى حوالى 100 صفحة من القطع المتوسط أطلقت عليه الشاعر مجموعة شعرية وقسمته إلى ثلاثة أقسام أو ثلاثة دواوين كل منهم يعبر عن حالة شعرية أو تجربة تختلف عن الآخر حتى لو لم يختلف الجو العام للمجموعة، ففى القسم الأول و تحت عنوان "هنا بيت أسكنه، وهناك بيت يسكننى" حملت قصائدها عناوين"سمكة، وصور ، و أرق، وأقولك، و رسائل قصيرة من مدينة مفخخة, وأسمع طرقا، و بيتنا" التى حمل الكتاب اسمها و كانت الحرب هى التيمة الأساسية لهذا القسم ففى قصيدتها "رسائل قصيرة من مدينة مفخخة" كتبت تقول:
كانا قراد يموت
ففى آخر النشرة الدموية
نلمح بغداد:
أشلاء سيارة
كان فيها قبيل ثوان
أب ..
أو بيوت
وكذلك فى قصيدتها "بيتنا" أيضا:
بيتنا ألفته الحروب
فهلا تعطلت البوصلة؟
لا شمال لنا..
لا جنوب
لا سياج نسند به بابنا
و حمل القسم الثانى عنوان "هل أتعبك الفيروز؟" بينما جاءت القصائد بعناوين"غفوة، بيضاء كقلبك، ماء، شوق معتوق، وترللبدايات، لفافة،موعد،أمسية سرية، قصيدة،تعريف، و رسالة قصيرة" و كان الحب هو التيمة الأساسية لهذا الجزء وفى قصيدتها "بيضاء كقلبك" كتبت تقول:
كيف قرأت الفضة فى روحى
وكتمت الفيروز
كيف مشيت على الطرقات المهجورة منى
من غير أصابع
وفى قصيدتها"وتر للبدايات"
فى البدايات
يتخذ الحب شكل الوتر
يشد الفضول نهايته
و يشد نهايته فرح غامض
حين ترتبك الخطوات
أما القسم الثالث فهو قصيدة طويلة تحمل عنوان "حين تطل على بحرها "
يذكر أن "كبة" شاعرة و مترجمة عراقية تركت العراق عام 2005 و تقيم حاليا بالقاهرة، صدر لها أربعة دواوين "نوارس تفترق للتحليق" و"احتفاء بالوقت الضائع" و"أغمض اجنحتى واسترق الكتابة" و"متى ستصدق أنى فراشة؟" كما حصلت "كبة" على العديد من الجوائز منها "جائزة الصدى للمبدعين عام 2004" و"الجائزة الذهبية الأولى للإبداع الشعرى عام 1997".