عاود صباح اليوم، الأربعاء، الآلاف من عمال شركة الحديد والصلب المعتصمون داخل مقر الشركة غلق بوابات الشركة ومنع خروج المنتجات، وذلك بعد أن سمح العمال أمس بفتح البوابات لخروج العاملين بالإدارة، وتحويل اعتصامهم إلى اعتصام رمزى فى انتظار ما تردد عن مناقشة مجلس الوزراء لمطالبهم، إلا أنه وبعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء أمس دون اتخاذ قرار بشأنهم، عاد آلاف العمال صباح اليوم مستأنفين اعتصامهم، ومؤكدين على تمسكهم بكل مطالبهم التى أعلنوها، خاصة بعد تردد شائعات عن زيارة وزير القوى العاملة للشركة اليوم، وعرض صرف ثمانية أشهر من مكافأة الأرباح التى تبلغ 16 شهرا حسب قرار الجمعية العمومية للشركة. وقالت دار الخدمات النقابية والعمالية إنه فى الوقت الذى يحاول فيه العمال أن يثبتوا للمسئولين حسن نيتهم بفتح البوابات بالأمس وتحويل اعتصامهم إلى اعتصام رمزى، تقوم إدارة الشركة بتقديم بلاغات للنيابة العامة فى القيادات العمالية، وهو ما نشر صباح اليوم فى إحدى الجرائد، وأكده أحد محاميى الشركة، الأمر الذى دفع العمال إلى إعلان تضامنهم مع القيادات العمالية، والتأكيد على أن أول مطالبهم هو سحب الإدارة لتلك الشكاوى، وعدم المساس بأى عامل من عمال الشركة فى حالة التوصل لاتفاق حول باقى المطالب. وأضافت الدار أن إدارة الشركة حاولت أمس استغلال حالة تحويل الاعتصام إلى اعتصام رمزى، وسقوط "محمد عمر" أحد قادة الاعتصام مغشيا عليه ونقله إلى المستشفى، لنشر الشائعات حول القبض على محمد عمر، والقبض على 16 قيادة عمالية أخرى، فى محاولة لتخويف عمال الشركة، إلا أن العمال بقياداتهم عادوا صباح اليوم ليعلنوا استمرار اعتصامهم، للمطالبة بإقالة رئيس الشركة القابضة ورئيس مجلس إدارة الشركة، سحب الثقة من اللجنة النقابية، إلغاء القرارات التعسفية التى صدرت بحق القيادات العمالية خلال الفترة الماضية، التحقيق فى ملفات الفساد داخل الشركة وتحويل المسئولين عنها إلى النيابة العامة، وعدم المساس بأى عامل عقب التوصل لاتفاق وفض الاعتصام. وأكدت الدار أنها ترى أن تجاهل الحكومة لاعتصام عمال الحديد والصلب الذى دخل يومه العاشر على التوالى، والرهان على أن العمال سيفضون اعتصامهم مع مرور الوقت، هو رهان خاسر ويشير إلى أن عقلية من يدير الملف العمالى هى نفس العقلية التى كانت تدير فى عهد نظام الرئيس المخلوع مبارك، محذرة من مغبة التعامل مع اعتصام عمال الصلب كملف أمنى، فذلك لن يزيد الطين إلا بلة، خاصة بعد نفاذ صبر العمال الذين أثبتوا على مدار الأيام التسعة الماضية أنهم أحرص على شركتهم من كثير من المسئولين الذين بيدهم الأمر الآن.