بجوار نصبة موبايلات بسيطة على أطراف شارع عبد العزيز المزدحمة، يستقر "شادى إبراهيم" بجسده النحيف وهتافاته التى لا تتوقف عن طرق أبواب الرزق فى مرة أو جذب المارة فى مرة أخرى، للافتته التى يغازل من خلالها (مصر) بعبارات تجمع الحب مع العتاب: "بحبك يا مصر بس أنتى ما بتحبينيش". "للبيع الموبايل ده يا باشا".. ينادى الشاب الحاصل على بكالوريوس تجارة شعبة لغة إنجليزية، على أحد المارة قبل أن ينعى حظه قائلا: "ببساطة حالى زى كل شاب فى البلد دى، تعبت من قعدة البيت بعد ما خلصت الكلية، ودورت على شغل كتير بشهادتى ومالقتش فبقيت بياع". 25 عاما هم عمر "شادى" فى الحياة والبطالة معا، ليسوا فقط هم السبب خلف لافتة، ويقول: "كنت عايز أعمل أى حاجة توصل صوت الشباب للمسئولين، حاجة تقول أن فى شباب بيتعب وبيحب البلد دية، لكن مع الأسف البلد مش راضية تبص ليه أو تفكر فى حقوقه عليها". هكذا لم يجد "شادى" وسيلة للتعبير عن مشكلاته التى "كدرت عليه حياته"، وتسببت فى انفصاله عن خطيبته بعد أربع سنوات حب سوى هذه "اليافطة" البسيطة التى تلفت انتباه المارة فى الشارع أكثر من بضاعته، ليتوقفوا يسألونه عن سببها فيجيبهم بكل بساطة: "أيوة أنا بحب البلد دى بس عايزها تحبنى وتخلى بالها منى".