شارك عدد من الفنانين التشكيليين الفنانة إيمان عزت، فى افتتاح معرضها "إيقاع صوفى" المقام حاليا بقاعة باب بالأوبرا، والمستمر حتى الرابع من ديسمبر. قالت الفنانة التشكيلية، إيمان عزت، ل""اليوم السابع" عن معرضها العاشر، إنها غيرت تسميته إلى "إيقاع صوفى" فقد بدأت برسم الحقول ثم شعرت بزهد فى الألوان وحالة من الصفاء والاختزال والاختصار جعلتها تغير اسم المعرض بسبب تلك الحالة الصوفية التى سيطرت عليها والتى أتت بشكل تلقائى لم تتعمده. وأعربت إيمان عزت، عن سعادتها باحتفاء الفنانين والجمهور بمعرضها، وقالت ربما يرجع السبب لتراجع الأعمال التى تعتمد على الحفر - وهى التقنية التى اتبعتها فى المعرض- قد تراجعت فى السنوات الأخيرة بسبب إلغاء ترينالى الفن الدولى الذى كان يتيح فرصة كبيرة لهذه الأعمال، وكانت قد حصلت على جائزة الترينالى فى آخر دوراته عام 2006. ودعت إيمان الفنانين إلى ضرورة أن يكون لديهم قدر كبير من البراح والتأمل وألا يضع الفنان نفسه فى قوالب ثابتة حتى لا تتشابه الأعمال. وأضافت أن مجال الطباعة الفنية يتراجع أيضا بسبب قلة أسعار الأعمال المباعة منه رغم ما يبذل فيه من جهد، فهى تستخدم الخشب كوسيط طباعى وتقوم بتكسيره لشرائح ثم تقوم بعمل تراكيب من هذه الشرائح وتضع أحبار "المونوكروم" لتصنع تدرجا لونيا ثم تبدأ فى بناء اللوحة كأنها تقوم بحياكة قطعة نسيج ثم تطبعها على ورق القطن يدويا. وقالت إيمان، إن لوحات معرضها الحالى استغرقت نحو عام فى إعدادها بعد إنهاء رسالتها للدكتوراه فى النحت التركيبى وأن الحقول كانت مصدر إلهام لها فى هذا المعرض، حيث كان يمتد بصرها حتى يلامس السماء، ويتحول الأمر إلى عشق وانشغال يومى فى ترجمته فى تجربتها بالحفر على الخشب فى هذا المعرض. من جانبه قال الفنان صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن أسلوب إيمان عزت يتميز بقوة الأداء وثراء وتماسك العناصر الفنية وفى تجربتها الجديدة نجدها أكثر نضجا ومقدرة على صياغة الرؤية والفكرة الفلسفية فى تناغم وتكامل الأسلوب المرتكز على الإيقاع والاختزال والقدرة على التعامل مع خامة الخشب التى يمكن وصفها بالسهل الممتنع لما فيها من ثراء قد يتسبب فى إعاقة إيصال رسالة الفنان والتشويش عليها. وأكد المليجى أن عناصر العمل الفنى المحترف والمتكامل التركيب التشكيلى لدى الفنانة ولا تهمل جماليات الشكل وموسيقى الإيقاع وأنها استطاعت فى معرضها استحضار مخزونها البصرى والوجدانى فحملت أعمالها إسقاطات ذهنية وروحية نابعة من عالمها الخاص ونجحت فى تقديم بناء تشكيلى شفاف جدير بالمشاهدة. وقال الفنان أحمد نوار، أن إيمان عزت استطاعت بمشاعرها وطاقتها الحسية أن تخترق وتتوغل داخل الإنسان للكشف عن ذاته ورقائقه الإنسانية فالضوء الذى فى اللوحات ليس أتيا من الشمس أو القمر ولكن من الطاقة الشعورية للفنانة الباحثة عن الكيان الجمالى فى جينات الأشكال، أى أن الضوء يتدفق من ينابيع الفكرة وكأنه آت من جينات المصدر الطباعى التى ولدت الإحساس بالشفافية الضوئية والعمق الغامض للفكرة. وقال الفنان عبد الوهاب عبد المحسن، إن إيمان تقضى جزءا من يومها تسرى فى الحقول تتأمل وتتعايش وتختزن الإيقاع والأشكال واللون والضوء والبراح ورائحة المكان ولا تحب الثرثرة على أسطحها وتعشق البساطة وغلق الأشياء والأشكال على تفاصيلها ولا تنقل للمشاهد المكان فى أعمالها ولكن تنقله إلى المكان الذى عايشته وتظهر أسطح الخشب كتربة زرعتها بكل عواطفها ووجدانها لتثمر كل الجمال الذى ظهر فى المعرض.