مؤلم هو حال المراة فى البلدان العربية، ومأساوى هو واقعها الذى ما يزال ينحدر بحقوقها الإنسانية إلى الحضيض، حقوقها ما تزال تنتهك وتصادر يوما بعد آخر حتى صار من الأجدى أن نطالب بالمساواة بين المرأة والحيوان بعد أن ازدادت سلطة الفتاوى، وطالت يد الفقهاء، ونترك مرحليا مطالب المترفين والمترفات بالديمقراطية فى أمل المساواة بين الرجل والمراة. قد يقول البعض بأى حق تدعوا إلى تخفيظ سقف مطاليب المرأة من كائن إنسانى إلى كائن حيوانى؟ بالطبع من يتساءل عن ذلك هو لم يفطن إلى حقيقة ما تتعرض له المرأة تحت سلطة المنابر التخلف المزمن والتى تسعى لقمع كل ما يمكن أن يشخص المرأة كإنسان له كيان وحقوق ودور فى المجتمع. فالمرأة عورة كلها. أى كل مافيك يا سيدتى عورة! عليك أن تخجلى وتستحيى منها، وجهك.. كلك عورة، وأنت حسب فتاوى والمجتمع الذكورى عورة من الدرجة الثانية, أى عورة جنسية, أى أن كشفها لا يخدش الذوق العام، لكنها تثير الشهوات والغرائز الرجالية. فالمراة شيطان.. لأنها شر!! إن المرأة كلها شر وشر ما فيها أنه لا بد منها، لكنه ليس الشر الذى يجب اجتنابه، بل شر يجب أن يروض لصالح غرائز المجتمع الذكورى المتباهى بقدرته على النكاح. نظرتنا إلى المرأة تهدف إلى التقليل من شأن المرأة, من كرامتها, من عقلها، من كل ما يمكن أن يكون رصيدا نافعا فى قيمتها كأنسان. والهدف هو جعل المرأة رخيصة دوما, فى متناول اليد, قابلة للتركيع والخضوع فى أى وقت, تطيع الذكر, وتخضع لسلطة الفقهاء المريضة التى اختزلوا إنسانيتها بتحويلها إلى عورة، وحولوا حياتها إلى مسيرة للنكاح حتى الصباح. فمنذ 1945، اعتبر ميثاق الأممالمتحدة مبدأ المساواة بين الجنسين كمبدأ أساسى للمنظمة وأحد أهدافه مؤكدا فى توطئته.. "الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الإنسان وقيمته وبالحقوق المتساوية للنساء والرجال".