بعد أن حقق الجيش المصرى نصرا عزيزا مؤزرا فى السادس من اكتوبر عام 1973.. واسترد كل مصرى بل وكل عربى كرامته التى سلبها الجيش الإسرائيلى باحتلال أرض سيناء الحبيبة.. وبعد أن لقن الجيش المصرى الجيش الإسرائيلى درسا فى التكتيك العسكرى وبسالة الجندى محطما نظرية القوات التى لا تهزم بالعبور الأسطورى وتحطيم خط بارليف.. فى يوم التاسع عشر من شهر نوفمبر عام 1977 قام بطل الحرب الزاهد النقى التقى الورع الجسور قلب الأسد الرئيس محمد أنور السادات بزيارة إسرائيل، حاملا فى قلبه كل الحب للسلام من أجل عدم إراقة نقطة دم واحدة من جسد أحد أولاده.. قام بالزيارة وسط انبهار العالم بذلك الرجل الوطنى.. وكثيرا ما سمعناه يردد أنه على استعداد أن يذهب إلى آخر الدنيا من أجل مصر.. من أجل نشر المحبة والسلام.. ولقد ترتب على الزيارة مقاطعة الدول العربية لمصر.. وتعليق عضويتها فى الجامعة العربية.. ونقل مقر الجامعة العربية الذى كان يطل على نيل مصر وأسدى كوبرى قصر النيل من جهة ميدان التحرير إلى تونس.. كل هذا لم يثن القائد البطل عن مواصلة السير من أجل السلام، وإعادة بناء مصر الحديثة ووضع نهاية لحروب دامت طويلا حطمت الاقتصاد المصرى.. بحمكة الرئيس السادات تم استرداد كل الأرض المصرية المحتلة.. وعادت لمصر شمسها الذهبية.. وعلا اسمها كالمعتاد فى سماء المحافل الدولية.. واحتلت مصر مكانها الريادى لكل الدول العربية كالمعتاد.. ثم بدأ رحلة البناء والنهوض بالدولة.. البناء الاقتصادى.. وأيضا السياسى.. وإعادة بناء الإنسان.. أليس فى قصة هذا الرجل درسا فى الوطنية والانصهار حبا فى تراب الوطن؟.. كان يجب على كل متظاهر قاتل ومخرب ومدمر أن يعى هذا الدرس من جدهم الوطنى محمد أنور السادات.. بأن يضع مصر والحفاظ عليها وعلى إخوانه نصب عينيه، حتى وإن اختلف مع أحد منهم؟!!.. تذكرت ذلك مع حدث فى مثل هذا اليوم.