كلنا يأكل الفول فى السحور، ولا يعرف فائدته بل إننا أحيانا نتندر عليه، ونعتبره وجبة الفقراء ونتهمه بتهم عديدة، أشهرها أنه يسبب الغباء وغيرها من التهم المعروفة. إلا أن الدكتور فتحى شعراوى الخبير الغذائى المعروف وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم وتكنولوجيا الأغذية، ينفى كل هذه التهم عن الفول المصرى، ويوضح أن الفول من البقول التى كانت يعتقد أنها الوجبة الاقتصاديه لمحدودى الدخل- حتى اكتشفت فوائدها الكثيرة المنظمة العالمية للغذاء والصحة، وأدخلته ضمن الأغذية المضادة للأمراض. والمصريون، كما يشير الدكتور فتحى، يعرفون طبق الفول منذ آلاف السنين، وخبراتهم سبقت الدراسات الحديثه التى أثبتت أن الفول غنى بالمغذيات الضروريه للجسم مثل البروتين والفوسفور ولزيادة قيمته يضاف للفول الجبنة أو اللحم أو بيض لاستكمال قيمته من البروتين وتدعيمه بالكالسيوم للاستفاده من فوسفور الفول. ويضيف الدكتور فتحى أن البقول منخفضة فى محتواها من الدهون والصوديوم الضار بالقلب، بالإضافة إلى أنها لا تحتوى على كوليسترول، فالفول يحتوى على الكربوهيدرات، والألياف الغذائية، وبخاصة التى تذوب فى الماء فتكون جيلا فيخفض مستوى الكوليسترول والدهون فى الجسم وتنظم السكر بالدم ولضبط وزن الجسم. أما عن مرضى القلب، فيرى الدكتور فتحى أن الفول مناسب لهم جدا، حيث يحتوى على الأرجنين الذى يتحول فى الجسم إلى أكسيد النيتريك الذى يعمل وجوده على مرونة أنسجة الأوعية الدموية وخفض الكوليسترول، ولذا فإن تناول الفول يفيد مرضى القلب وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم ومرضى السكر وبالطبع حزام أمان للآخرين. ويعطى الفول نوعا من النشاط ويعطى إحساس ابالسعادة، حيث يحتوى على أحماض أمينية، منها التربتوفان والتيروزين وفينيل الانيين، التى تدخل فى تركيب الموصلات العصبية التى تجعل الجسم كله فى أحسن حاله من الفكر والحماس والنشاط. والتربتوفان الموجود بالبقول يتحول فى الجسم إلى سيروتنين المسبب للسعادة، وأيضا يتحول إلى ميلاتونين الضرورى للنوم وهدوء الأعصاب. كما يتحول الفينايل الانين فى جسم الانسان إلى نورادرينالين، الذى يفيد فى تحمل حالات الإثارة والقلق ويقلل سرعة الشعور بالتعب والإرهاق والإجهاد، والتى كانت تميز المصرين عن غيرهم ومن هنا يتضح أهمية الفول فى رمضان وفى غيره. الانتفاخ الذى يسببه الفول أحيانا، يوضح الدكتور فتحى أن له فائدة فهو يساعد على نمو نوع من البكتريا والتى تعيش فى القولون، والتى تعرف باسم بيفيدوبكتريا التى تنمو على الاوليجوسكرايد الموجوده بالفول لتنتج مضاد حيوى بيفيدين، الذى يفيد لوقف نشاط بكتريا الكولسترد يوم المسببة للأورام والبكتريا المسببة للدوسنتاريا والتيفود والتسمم، كما أن ألياف الفول تمنع الإمساك لأنها تزيد من أعداد بيفيدوبكتريا فى الأمعاء، وما تنتجه من أحماض دهنية قصيرة تسبب تقلص جدر الأمعاء- وتمنع الإمساك وأمراض القولون. وفى الفول مركبات السابونين والفيتوستيرول ومثبطات البروتيز والايزوفلافون وحمض الفيتك، وكلها تحمى من الضرر الجينى (الوراثى) الذى يمكن أن يؤدى إلى الأورام، ويوضح د. فتحى بتناول الفول أو البقول أربع مرات كل أسبوع ليكون حزام الأمان لكثير من مخاطر الأمراض، ومسبب السعادة والنشاط والنوم والانبساط.