سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالى شهيد الغدر بسيناء يطالبون بالقصاص.. زوجته: أوصانى بالأولاد فى آخر مكالمة.. نجله: نتلقى تهديدات منذ فترة وتركنا العريش بعد إحراق منزلنا.. زملاؤه بالشرطة: لن نهدأ حتى القضاء على الإرهاب الأسود
فقدت قرية جهينة مركز فاقوس محافظة الشرقية، خيرة أبنائها بأيدى جماعات الإرهاب الذين استحلوا دماء أبناء الوطن الذين يحافظون على أمنه واستقراره، واتشحت القرية بالسواد والحزن على الفقيد الشهيد لأنه كان من أحب الناس لأهالى بالقرية. وفى جنازة عسكرية حضرها اللواء عصام أبو المجد مساعد مدير أمن الشرقية، والعميد محمد ناجى مأمور مركز شرطة فاقوس، وعدد من القيادات الأمنية وأمناء وأفراد الشرطة، تمت مواراة جسد الشهيد عبد المنعم السيد أحمد إبراهيم الجزار 44 سنة رقيب شرطة بشرطة مرافق شمال سيناء. وأكد الأهالى أنه الشهيد الثانى خلال شهور عديدة بعد استشهاد الرقيب محمد محمد قطب والذى طالته يد الغدر بشمال سيناء منذ شهور. فى البداية يقول الحاج محمد السيد إبراهيم عبد الغفور60 سنة من قرية جهينة القبلية، والد زوجة الشهيد: "إن قبل الحادث ب3 شهور كانت بنتى فى إجازة عندى فى القرية وأبلغها جيرانها هاتفيا بإحراق منزلها فى العريش ولم يعلم أحد حتى الآن من الجانى، واضطررنا لبيع المنزل فى العريش وقمت بشراء قطعة أرض لهم بالقرية وحولنا للأولاد فى المدارس بالقرية وأقام الشهيد وابنتى (زوجته) معى بمنزلى". وأضاف: "كان الشهيد يذهب لعمله بالعريش لمدة 15 يوما فى الشهر وباقى الشهر كان يقضيه معنا فى منزلى وآخر مرة سافر يوم الجمعة فجرا إلى عمله وكان دائم الاتصال بنا يوميا وآخر اتصال كان مساء الأربعاء وطلب منى أن أركب الكهرباء بالمنزل الجديد حتى ينقلوا فيه وأنهى مكالمته فى تمام العاشرة مساء على أنه سيعود بعد أيام قليلة لينقل أولاده فى بيته". وتابع والد زوجة الشهيد: "فى الساعة الواحدة من صباح اليوم الخميس تلقيت اتصالا من رؤسائه بالعمل بالعريش وأبلغنى باستشهاده ولم أصدق نفسى ودخلت فى غيبوبة ولم أفق إلا بعدها بفترة، ولم نصدق الخبر وقمنا بالاتصال بزميله فى العمل فأكد الخبر، قائلاً: "حسبى الله ونعم الوكيل فى من فعل هذا الفعل ومن يساعد على هذا، وأطالب بالقصاص السريع وإعدام أى أحد يثبت أنه فعل هذا الفعل معه أو مع أحد آخر أن يعدم فى ميدان عام". وأوضح أن أبناء الشهيد 4 أكبرهم أسماء 17 سنة بالصف الثانى الصناعى وأحمد 16 بالصف الأول الثانوى العام ويليه السيد 12 سنة بالصف السادس الابتدائى وأصغرهم سارة 3 سنوات يقطنون معه بمنزله. من جانبه قال أحمد نجل الشهيد: "كنا نعيش بأمان قبل الثورة ونزر بعضنا البعض وعايشين كويس واختلف الأمر بشكل كامل بعد ثورة 25 يناير وبدأت التهديدات واستهداف منازلنا كأبناء للشرطة وكل يوم نسمع إطلاق الذخيرة الحية بكثافة مما أثار الرعب بيننا وهذا جعلنا نقوم بتشكيل لجان شعبية لحماية منازلنا وأخواتنا وأهلنا". وأكد نجل الشهيد أن والده تلقى عددا من الاتصالات بإخلائه للمنزل وإلا سيقتل ومن وقتها ونحن فى رعب شديد وبعدها قام أبى بنقل كل الأسرة إلى القرية وأقاموا فى منزل جده لأمه وبعدها تم إحراق منزلهم فقام الشهيد ببيع المنزل بخسارة شديدة لينقذهم من تلك التهديدات وشراء قطعة أرض، لافتا أنه فى آخر اتصال طالبه بأن يعتنى بإخوته ووالدته. وقال أحمد: "حسبى الله ونعم الوكيل فيمن قتل والدى وأطالب وزير الدفاع ووزير الداخلية بالقصاص لأن دم والدى فى رقبتهم ولابد من العمل على وقف الإرهاب بأى ثمن وتطهير سيناء لأن كل من فى بسيناء مهددون من قبل الإرهاب الأسود الذى أخذ والدى غدرا وحرمنى منه دون ذنب يقترفه وأطالب محافظ الشرقية واللواء مدير أمن الشرقية بتعيين والدتى بأى وظيفة كى نستطيع أن نعيش حياة كريمة بعد استشهاد والدى والذى كان كل شىء بالنسبة لنا". بدورها قالت زينب محمد السيد 32 سنة زوجة الشهيد: "أنا أسكن مع والدى بعد سلسلة التهديدات التى تلقاها زوجى وإحراق منزلنا وبيعه". واستطردت قائلة: "كان مهتم جدا بنقلى وأولاده بالمنزل الذى نقوم ببنائه بالقرية، وآخر اتصال قال لى الأولاد أمانة بين أيديكى وأول ما علمت أغمى على وحتى الآن لم أصدق أن عبد المنعم زوجى رحل عن الدنيا وتركنى ومعى 4 أبناء أصارع بهم الحياة". وطالبت زوجة الشهيد رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووزير الداخلية القصاص من القتلة بالتفويض الذى أعطاه الشعب لهم فى 30 يونيو. أما والدته فأخفى عنها الأهالى وفاة نجلها حتى الآن لمرضها وكبر سنها وحتى الآن لا تعلم شيئا لأنها تحب الشهيد بشكل جنونى وهذا ما منع الأهالى عن أخبارها. فيما قال السيد عبد النعم أحمد إبراهيم الجزار ابن عم الشهيد، إن عبد المنعم كان من أعز الناس له وللعائلة كلها لأخلاقه الحميدة، موضحا أن والده يحبه لأنه كان يداوم على زيارته. وقال محمد عبد اللطيف حسن قوات مسلحة بالمعاش من أهالى القرية، إن الشهيد من خيرة شباب القرية ويتمتع بالرجولة والشهامة وكان له موقف "رجولى" تذكره القرية كلها بعدما أصر على الحضور مع زميل له استشهد قبله بشهرين بنفس الطريقة وكانت القرية سيحدث بها فتنه فتحدث مع الأهالى وأقنعهم وهدأ من روع الموقف وطالب بالقصاص وملاحقة الإرهابيين ومن يقفون وراءهم. وطالب بتعيين زوجة الشهيد لتستطيع الإنفاق على أولاده، خاصة أنهم ليس لهم مصدر رزق آخر وأن تكفل الدولة رعاية كاملة للأسرة علميا وصحيا. فيما حذر أحمد توفيق محمد أمين شرطة بالبحث الجنائى بمديرية أمن شمال سيناء، من أن الإرهابيين يحاولون إفناء كل من يعمل بالشرطة والجيش بسيناء، مشيرا إلى أن القصور مازال موجودا والأيدى مازالت مرتعشة عن أخذ قرارات حاسمة لوقف هذه المهازل التى تحدث بشكل شبه يومى لأفراد وضباط الشرطة والجيش. وتساءل: "متى تتخذ القيادات الأمنية قرارات قوية تستطيع وقف هذا الإرهاب الأسود"، مشددا على أنه لن يهدأ لهم بال حتى القضاء على هذا الإرهاب الأسود.