تستقبل محافظة الشرقية يوميا، عددا من الشهداء من خيرة أبنائها والذين حملوا أرواحهم على أيديهم فداء للوطن وللقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، ليحيا المواطن المصرى آمنا ومستقرا ومكرما. "اليوم السابع" التقت مع أسرة أحد الشهداء محمود محمد عبد الرحمن 37 سنة يعمل أمين شرطة بشرطة النجدة بالعريش من عزبة الرباعية تابعة لقرية النحاسين مركز فاقوس والتقينا والد الشهيد والذى قال فى صباح يوم الجمعة كنت أتمازح مع حفيدى ابن الشهيد.. وجاء لى أحد أقاربى وقال لى محمود مريض بالمستشفى وبعد الخروج من القرية أبلغنى نجلى الكبير محمد بوفاة ابنى وقرة عينى محمود محمد عبد الرحمن فقلت: الله أكبر وذرفت الدموع من عينيه. وأكمل والد الشهيد الحاج محمد، أن ولدى الشهيد كلمنى مساء الخميس فى الساعة التاسعة واطمأن علىّ وقال ادعوا لى يا أبى وكأنه يودعنى وأجهش فى بكاء وقال: حسبى الله ونعم الوكيل فى من يتم أبناء ولدى. وقال شقيقه احمد اننى اعمل بالسعودية وهاتفتنى زوجتى وأبلغتنى أن أخى مريض وأجهشت فى البكاء ولم تستطيع التكملة فاتصلت بوالدى فأكد لى خبر استشهاد شقيقى وحبيبى محمود والذى كان قريبا منى ودائما على اتصال بى. وقال محمد شقيقه الأكبر معاون مالى بإدارة العريش التعليمية إننى والشهيد نقطن بالعريش ووفرت سكنا للشهيد هناك. وأضاف على حسب رواية زملاء شقيقى الشهيد أنه كان متجها لعمله والذى يبعد عن إقامته بحى العبور بحوالى 4 كم وكان مستقل دراجته وأمام بوابة مديرية الزراعة استوقفه ملثمون مسلحون خرجوا عليه من بين أشجار الزيتون المزروعة على الطريق وأطلقوا عليهم وابلا من الأعيرة النارية وفزع الأهالى بالمنطقة وحملوه لمستشفى العريش العسكرى لكنه فارق الحياة قبل أن يصله. وآخر مرة أحادثه كان مساء الخميس اتصل ليلة استشهاده وطلب منى أن يكلم جميع العائلة، واستكمل قائلا كان طوال شهر رمضان مع زملائه بشرطة النجدة خوفا من أن يرصدهم أحد ولم يذهب لسكنه إلا يوم أو يومين وعزمته فى رمضان على الإفطار وأحضرت له سيارة خاصة وجاء وهو متخفى وكنت أوصيه بالحرص على نفسه. أما والدته فأجهشت فى البكاء وصمتت طويلا وقالت أحمد لم يمت لأنه شهيد وقالت ربنا ينتقم من الظالم وحسبى الله ونعم الوكيل فى من ذبح ولدى ثم أجهشت فى البكاء وبدأت فى التحدث ببطء إنه كان حنونا علىّ وعلى والده بشكل لا يوصف ثم صمتت ولم تتحدث ثانية. وقالت رشا عبد الرحمن عبد الرازق دبلوم صنايع دفعة 2001 زوجة الشهيد، إنه كان من المخلصين فى عمله وكان يداوم على الصلاة فى وقتها هاتفنى من الساعة 10 مساء وحتى الساعة 11 مساء الخميس وكان كل كلامه وداع قال لى نفسى أحضن ابنى يوسف 5 سنوات ومحمد 7 سنوات وأوصانى بوالدته ووالده وأولاده وأجهشت فى البكاء وقالت لا أدرى كيف أكمل حياتى بعده فكان لى كل شىء كان أبى وأمى وصديقى وخاصة بعد أن تم نقلنا للعريش وأخرجت حافظة الشهيد وعليها دم زوجها وصاحت هى ووالدته هذا هو دم الشهيد. وطالبت زوجته بتوفير شقة سكنية لها وأولادها بالعريش لأنهم مستأجرين بحى العبور بالعريش كما طالبت محافظة شمال سيناء بتوفير وظيفة لها كى تكمل الحياة بعد فقد زوجها، وطالب والده وزير الداخلية ووزير الدفاع أن يساعدوه ليحج هو ووالدته وقال عزت النجار من أهالى القرية، إن الشهيد محمود كان يتمتع بحب الجميع بالمنطقة وكان خدوما وشهما وله مواقف مشرفة لم ينسها الجميع هنا، بالإضافة إلى أنه كان يداوم على الصلاة فى أوقاتها.