تشهد برامج ومسلسلات رمضان هذا العام عددا من الانتقادات بسبب الزحام الشديد على الشاشة الصغيرة، بسبب كثرة الأعمال المعروضة، إضافة إلى أن عددا كبيرا من البرامج، رفعت شعار الحديث فى الحياة الخاصة للفنانين، إلا أن صدمة المشاهد فجرت قضية أخرى وهى تحول الشاشة الصغيرة هذا العام إلى مولد مفتوح، خاصة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ومحاولات المعلنين المستميتة لجذب المشاهد. دكتور محمد كامل القليوبى وصف البرامج الجريئة والتى يظهر خلالها النجوم ليتحدثوا عن حياتهم الخاصة، بأنها موضة الصراحة بعد أن مل الجمهور من أسئلة، أين ترعرعت سيدتى الجميلة، وللأسف نحن نقلد الغرب متأخرا، لأن برامج الصراحة هذه بدأت منذ السبعينيات كوسيلة لتقريب الفنان من جمهوره، وليعترف لهم بكل جوانب حياته، ولأننا بلد سلعته الكذب، خرجت تلك البرامج صريحة بطريقة مبالغ فيها حتى أصبحت صراحة كاذبة، واعتبر أن عرض تلك البرامج فى رمضان بجوار كل ذلك العدد الضخم من المسلسلات، توفير للكهرباء، لأن أغلب الجمهور لم يستطع الصمود ومشاهدة تلك البرامج والمسلسلات، لذلك فضل أن يتواجد فى الشارع على أن يظل أمام شاشة التليفزيون، ليتابع كل هذا الكم من الكذب سواء فى الدراما أو البرامج. الكاتب صلاح عيسى أوضح أن الاختلاف الذى نشهده هذا العام من زحام بسبب انخفاض أسعار العرض، نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية والانكماش فى ميزانيات الفضائيات، إضافة إلى إلغاء العروض الحصرية للقنوات، ليضيف صلاح عيسى أن ما يحدث ليس بجديد على المشاهد الذى اعتاد على ثقافة شهر رمضان الاستهلاكية فى كل شىء، مشيرا إلى صدمته فى البرامج التى تفضح النجوم، موضحا أن هدف الإعلام نقل الحقيقة وتوعية الناس، والارتقاء بمستواهم الثقافى، واتباع قواعد مهنية تستهدف المصلحة العامة، وأنه ليس المفترض من المحطات الفضائية أن تنتهج نهجا سلوكيا، يعمق فكر التلصص على حياة الآخرين وخطأ الفنانين الذين يقبلون انتهاك خصوصيتهم نظير مقابل مادى ضخم تغريهم به تلك المحطات الفضائية. أما الكاتبة فتحية العسال، فأوضحت أن تلك البرامج تحاول أن ترضى فضول المشاهد الذى يريد أن يعرف كل شىء عن نجومه لجذب أعلى نسبة من المشاهدة لتلك البرامج، كما أن الزيادة الرهيبة فى عدد الأعمال، لا تتيح لأى أحد أن يشاهد مسلسلا واحدا. وتضيف فتحية أنها تتعجب من برامج هذا العام، التى ابتعدت عن الحوارات المفيدة فنيا أو ثقافيا أو سياسيا، واختارت خطا واحدا وهو مناقشة الحياة الشخصية فقط، أما الكاتب محمد سلماوى أكد أنه لا يشاهد التليفزيون أصلا فى رمضان، لأنه لا يمتلك الوقت أو القوة للتفكير فى متابعة ما يزيد على 40 عملا فى اليوم. لكن الكاتب محمد صفاء عامر استغرب من منطق صدمة الجمهور من تلك البرامج الحوارية مع النجوم قائلا «هما لازم يكدبوا يعنى، طالما إنهم ارتضوا الحديث فى أدق تفاصيل حياتهم الشخصية، فهم أحرار» مؤكدا أن تلك الجرأة والإثارة هى محور الجاذبية لتلك النوعية من البرامج، وخاصة التوك شو، مضيفا أنه لا يعيب على كل من البرنامج أو الفنانين، ولكن يعيب على الجمهور الذى قد يتضايق ويصدم من عرض هذه البرامج برمضان، لأن الحرام حرام فى أى شهر وليس له شهر واحد. أما عن الدراما، يؤكد صفاء عامر أنها بالفعل كثيرة العدد هذا العام مما أصاب الجميع بالملل، وأنه لا يتابع إلا مسلسله فقط، ومشاهد قليلة من الأعمال الأخرى وتقييمه لباقى الأعمال ما بين متوسط وضعيف ماعدا عمل أو اثنين فقط جيدين.