إن الإنسان قبل الحب شىء وعند الحب كل شىء وبعد الحب لا شىء. الحب.. تجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكى تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة. تجربة إنسانية معقدة.. وهو أخطر وأهم حدث يمر فى حياة الإنسان لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده... فيجعله يشعر وكأنه ولد من جديد. هو الذى ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة من الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى لكى يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة فى بيداء الروتين اليومى الفظيع، وكأنما هى جنات من الجمال والبراءة والصفاء فى وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء. وهو كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته، ولكن حين تلقى بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك فى أعماقه، ثم يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك. لا ينطق عن الهوى وإنما هو شعور وإحساس يتغلغل فى أعماقنا.. الحب مرآة الإنسان يعكس ما بداخلنا من عمق الوصف والخيال. الحب.. كأحلام على أرض خرافية يلهينا عن الحاضر يشدنا ويجذبنا، فيعجبنا جبروته بالحب نحيا فهو الروح للجسد فلا حياة بدونه وهو الأمل الذى يسكن أنفاسنا ويخاطب أفكارنا ليحقق آمالنا.. هو سفينة بلا شراع تسير بنا إلى شاطئ الأمان، سماء صافية وبحر هادئ وبسمة حانية، يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان. أخيراً الحب أسطورة تعجز البشرية عن إدراكها.. إلا لمن صدق فى نطقها ومعناها.. الحب يقرأ والحب يسمع والحب يخاطبنا ونخاطبه ويسعدنا ونسعده، وهو عطر وهمس نشعر بسعادته إذا صدقناه فى أقوالنا وأفعالنا بالحب تصبح الحياة جميلة لكى نحقق أهدافاً قد رسمناها، ولكن ما يقلق العاشقين فقط هو احتمال أن تكون الأقدار تخبئ لهم فراقاً لم يكن فى حسبان أى منهم.