أزمة أسطوانات البوتاجاز تدق ناقوس الخطر بالمحافظات..زحام على المستودعات بالشرقية والأسطوانة ب30 جنيها..وفى المنيا وصلت ل 50جنيها.. ومواطنون: عدم الرقابة الحكومية وإلغاء إشراف اللجان الشعبية السبب

كتب نجلاء كمال وحسن عبد الغفار ومحمد سليمان ومعتز الشربينى وحسن عفيفى وأحمد صلاح العزب وهند إبراهيم ورانيا عامر وياسر عبد اللطيف وعلى عبد الرحمن
فى الوقت الذى تحاول فيه الحكومة الحالية حل الأزمات السياسية، بدأت أزمة أسطوانات الغاز تلوح فى الأفق من جديد وتتفاقم فى عدد من المحافظات، منذرة الحكومة الحالية بغضب الأهالى المتوقع فى حال استمرارها.
وبالتزامن مع ذلك تأتى محاولات حثيثة من الأجهزة الأمنية لضبط المهربين وتجار السوق السوداء، ففى المنيا تصاعدت أزمة البوتاجاز، وخاصة فى القرى والنجوع التى تبعد عن المدينة لمسافات طويلة، وشهدت المستودعات زحاما شديدا، ووصل سعر الأسطوانة إلى 50 جنيها.
وأرجع الأهالى سبب تفاقم الأزمة خلال اليومين الماضيين إلى غياب الرقابة التموينية على الموزعين، مطالبين محافظ المنيا بالتدخل قبل أن تمتد الأزمة لتشمل المحافظة بأكملها.
ورغم تصريحات المسئولين عن ضخ 414 طن غاز مخصص لإنتاج أسطوانات البوتاجاز من حصة المحافظة اليومية البالغة 570 طنا يوميا، لإنتاج 550 ألف أسطوانة، لتلبية احتياجات المواطنين، إلا أن الأزمة تزداد سوءا يوما بعد يوم.
وتصاعدت الأزمة فى محافظة الشرقية، حيث انخفضت الكميات المعروضة عن احتياجات المواطنين بدرجة كبيرة، وتجاوز سعر الأسطوانة الواحدة 30 جنيها.
وشهدت مستودعات البوتاجاز ازدحاما شديدا وصراعا بين المواطنين، سعيا للحصول على احتياجاتهم واستبدال الأسطوانات الفارغة بأخرى مملوءة بأسعارها الرسمية.
ونشط تجار السوق السوداء بشكل ملحوظ، حيث لجأ كثير من المواطنين إليهم بعد فشلهم فى الحصول على احتياجاتهم من المستودعات.
وأكد عدد كبير من المواطنين، أن الأزمة ظهرت وتصاعدت بشكل ملحوظ بعد قرار إلغاء إشراف اللجان الشعبية والجمعيات الأهلية على توزيع أسطوانات البوتاجاز فى المدن والقرى.
وقال عطية أبو العينين، مدير عام التجارة بمديرية التموين بالشرقية، إن سبب الأزمة يرجع لوجود عجز فى كميات الغاز الواردة للمحافظة بنحو 26% من الحصة المقررة، وقدرها 24 ألف طن شهريا.
وأكد أن الأيام القادمة سوف تشهد انفراجة للأزمة بشكل كامل، حيث تمت زيادة حصة المحافظة إلى 27 ألف طن، ووصلت بالكامل.
وأضاف أنه تم توفير120 ألف أسطوانة بشكل عاجل لتغطية العجز فى المناطق الأكثر احتياجا، فضلا عن دعم المحافظة بعدد 150 ألف أسطوانة من السويس ومسطرد.
وأشار إلى أن مشروع توصيل الأسطوانات للمنازل "الديليفرى"، سيعود للعمل مرة أخرى مع انتهاء الأزمة بسعر 12 جنيها للأسطوانة كحد أقصى.
وفى كفر الشيخ أكد مصدر بالتموين وصول فاكس من الوزارة، يؤكد إلغاء توزيع أسطوانات البوتاجاز من خلال الجمعيات المسند لها توزيع الغاز، التى تم تشكيلها أيام النظام السابق.
وأضاف المصدر، أن القرار جاء بناء على عدم توزيع أسطوانات الغاز على المواطنين بالعدل، ووفق النظام المعمول به، مما دفع وزارة التموين إلى إلغاء إسناد توزيع الغاز للجمعيات الأهلية.
وفى نفس السياق تكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لضبط المهربين، حيث تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية، من ضبط متهم بحوزته عدد 45 أسطوانة غاز "مملوءة"، قبل بيعها بالسوق السوداء.
فيما تلقى اللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية إخطارًا بتمكن ضباط مباحث التموين بالمحافظة من ضبط "حسين ص" 28 سنة، أثناء قيادته للسيارة رقم "1538 د ج و"، محملة بعدد 42 أسطوانة غاز كبيرة الحجم، "مملوءة" ومخصصة للأنشطة التجارية، وعدد 3 أسطوانات غاز صغيرة الحجم مخصصة للاستخدام المنزلى حال تواجده أمام شركة بوتاجازكو بمسطرد، دائرة قسم ثان شبرا الخيمة، وذلك لبيعها فى السوق السوداء.
تم التحفظ على المضبوطات، وتحرر عن ذلك محضر حمل رقم "23192" جنح قسم ثان شبرا الخيمة لسنة 2013، وجار العرض على النيابة.
وفى دمياط شن ضباط قسم مباحث التموين برئاسة الرائد تامر الحفناوى، حملة تموينية موسعة لضبط الأسعار ومنع استغلال التجار، أسفرت عن ضبط سيارة ربع نقل بدون لوحات معدنية قيادة "عمرو عمر. ع" 28 سنة سائق ومقيم بدائرة مركز دكرنس/ دقهلية، محملة بعدد (70) أسطوانة غاز منزلية ممتلئة سعة الواحدة 12.5 كيلو جرام.. وذلك أثناء تواجده بدائرة مركز شرطة فارسكور، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 17165 جنح مركز شرطة فارسكور لسنة 2013م.
وتم ضبط السيارة رقم ط د ج 8425 "ربع نقل" قيادة جمعة حسن. أ، 35 سنة سائق ومقيم بناحية الرحامنة دائرة مركز فارسكور.. محملة بعدد (50) أسطوانة غاز منزلية ممتلئة سعة الواحدة 12.5 كيلو جرام.. وذلك أثناء تواجده بناحية عزب النهضة دائرة مركز شرطة دمياط، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 18025 جنح مركز شرطة دمياط لسنة 2013م.
وبسؤال قائدى السيارتين قررا أنهما قاما بتجميع الأسطوانات من المستودعات بدائرة المحافظة، وذلك لإعادة بيعها بالسوق السوداء.
من جانبه قال المهندس عمرو مصطفى نائب رئيس الهيئة العامة للبترول للعمليات، إنه تم ضخ كميات من البوتاجاز تصل إلى مليون و100 ألف أسطوانة من حجم الاستهلاك، متوقعا انتهاء تلك الأزمة اليوم الأربعاء، بعد تأكد المواطنين من توافر المنتج.
وأكد "مصطفى" توافر كميات كبيرة من البوتاجاز، مع عدم وجود أية أزمات فى البوتاجاز حاليا، وأن التخوف من نقص المنتج سبب حالة الخوف لدى المواطنين، والتى تدفعهم إلى الحصول على كميات تزيد على احتياجاتهم من خلال الحصول على أكثر من أسطوانة.
وكانت قد حصلت الهيئة العامة للبترول على قرض من البنك الإسلامى السعودى، لتخصيص هذا القرض للشحنات المستقبلية من البوتاجاز، الأمر الذى سيقلص بشكل كبير من أزمات البوتاجاز، التى كانت تشهدها البلاد فى السابق.