تسببت تصريحات الخارجية التركية التى طالبت فيها، بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى وآخرين، لأنهم - حسب وصفها - مسجونين سياسيين فى غضب كثير من السياسيين، واعتبرها البعض تدخل سافر فى الشأن المصرى، وتحدث آخرون عن تجاهلها للقتلى أمام الاتحادية، ومكتب الإرشاد، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بالأمن القومى المصرى، وربط البعض بين التصريحات التركية، وعلاقة ذلك بالتنظيم الدولى، للجماعة. فى البداية قال محمد عبد العزيز العضو المؤسس لحركة تمرد، إنه يتعين على الخارجية التركية أن تنتبه، أن ما حدث فى مصر "ثورة شعب"، وأن مصر خرجت من عباءة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين. وأضاف عبد العزيز فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن مصر لا يوجد بها معتقلون سياسيون، ولكنهم متهمون جنائيون، ويحاكمون أمام قاضيهم الطبيعى الذى يضمن لهم محاكمة عادلة. وتابع: أردوغان مازال يصر على التدخل فى الشأن المصرى، وعلى الحكومة التركية أن تحاسب من قام بفض اعتصام "تقسيم" السلمى، على عكس اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين. فيما طالب أحمد دراج القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، المنظمات الأجنبية، وكافة دول العالم بعدم التدخل فى الشأن المصرى. وأكد دراج فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن حديث أردوغان، حول الوضع فى مصر، له علاقة بالتنظيم الدولى، ولا يتعلق بالحقوق العامة. وتابع: على دول العالم، من أكبرها لأصغرها، الابتعاد عن الشأن الداخلى المصرى، وترك الأمر للشعب، وللقضاء ليقول كلمته، فإن كان الرئيس المعزول مخطئا فيجب عقابه، أو تبرئة ساحته إن لم يكن مخطئا. فيما اعتبر الدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى، أن بيان الخارجية التركية، الصادر بخصوص الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى، يعد تدخلا فى الشأن الداخلى المصرى، وتحقيقه مستحيل، وينبع من هواجس أردوغان من تكرار السيناريو المصرى، داخل دولته. وأكد حسن فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن تحقيق الطلب التركى مستحيل، نظراً لمثول المعزول وكافة قيادات الإخوان أمام القضاء المصرى، والذى لا يحق معه تدخل أى سلطة كانت محلية أو دولية، مشيراً، إلى أن التحيز التركى، لجماعة الإخوان، يجعل كافة مواقفهم غير مرحب بها، من قبل السلطات والشعب المصرى. وأضاف أن السلطة المصرية، تفهم دوافع تركيا، ووقوفها ضد الجيش المصرى، خشية انتقال السيناريو المصرى إليها، وذلك يبين أن أردوغان يعمل وفق مصلحته الشخصية، وفى سبيل ذلك يستضيف التنظيم الدولى للجماعة، مشاركاً فى مؤامرة ضد رغبة الشارع المصرى. مؤكداً تلك التصريحات لن تجد آذانا صاغية، من قبل المسئولين المصريين، ورد عليها وزير الخارجية المصرى. واتهم نبيل زكى المتحدث الإعلامى لحزب التجمع تركيا بأنها تعمل لصالح المخابرات الأمريكية وتأتمر بأمرها، وبالتنسيق مع حلف شمال الأطلنطى " الناتو"، وفى سبيل إحياء جثة ما يسمى "الخلافة العثمانية". وكشف زكى فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن تركيا لها أطماع فى المنطقة العربية، والبيان الأخير المطالب بالإفراج عن مرسى يأتى فى إطار المصلحة المشتركة لأن الاثنين "أردوغان ومرسى" عملاء للمخابرات الأمريكية، على حد وصفه. وتابع زكى: تركيا تريد تدمير جيوش المنطقة لخدمة إسرائيل، بحيث يصيران دولتين منفردتين فى المنطقة، ولذلك تمد الجيش السورى الحر. وقال زكى إن مرسى خان وطنه وباع ضميره وارتضى أن يكون عميلاً على الشعب - حسب وصفه - ويحاكم حالياً أمام القضاء، فكيف تطالب الخارجية التركية بالإفراج عنه، وإن أردوغان يزيف الحقائق فى سبيل إثبات ولائه للمخابرات الأمريكية مثل شريكه مرسى الرئيس المعزول، ولذلك يضغطان لتكرار التجربة العراقية فى مصر، وهو أمر لن يحدث، لوقوف الشعب، مع جيشه ضد المؤامرات الخارجية.
