ارتعدت من صوته الجهورى.. لم تسمع ما أمرها به.. هى تنفذ أوامره رغم قسوتها فى أول مرة دخلت بيته لم تنس كلمات والدها لها.. هذا بيتك.. وهذا الرجل مثل أبيكى.. فهمت تلك الوصية بعقلها الصغير.. فسنواتها فى الدنيا لم تزل بكرا رصيدها من الأعوام خمسة عشر عاما.. عاملته بحنان كما كانت تعامل والدها.. لكن عينيه حاصرتها.. راقبت حركاتها.. نفذت بين ملابسها جعلتها عارية.. قاومت رغباته الشاذة.. لكنه لم يرحمها.. لا حيلة لها.. حملت بين فؤادها شكوتها وبعثرت ألمها بين يدى والدها عندما جاء إلى القاهرة ليتسلم راتبها، فلم ينتبه إلا لعدد ورقات فئة العشرين جنيها أنها تجاوزت الخمسمائة جنيه بكثير، فأضاءت الابتسامة عينيه ولم يبال بما تحكيه (هند) مجرد خرافات.. خيالك هو ما يجعلك تتوهمين ذلك.. خرجت كلمات والدها علقما تستوى معه مرارة بقائها مع هذا الرجل كخادمة تبيع له رحيق حياتها مقابل قروش لا تكفى ثمن كفن لها. وهروبها بلا عودة خرجت ومازالت خيوط النهار تعرف طريقها إلى الوجود مشت بلا هدف قدماها دفعتاها لطرق أول باب، فكان قسم الشرطة انهارت بين يدى الضابط بكت بكل كلماتها حكت وحكت لا مفر من مثول الحاج فتحى بين يدى رئيس المباحث، فله حق الدفاع عن نفسه هيئته تبهر من يراها صوته التمثيلى يأسر من يسمعه هند وحدها من يسمع فحيحه تشم بين كلماته سم زعاف خرج الحاج فتحى من جولة دفاعه عن سمعته أكثر قوة وشموخا.. لم تستطع هند إثبات أى شىء، فهى مازالت بكرا لا جروح أو آثار عنف على جسدها.. سلمتها الشرطة لوالدها، فما كان منه إلا أن ضربها بكل ما أوتى من قوة.. حبسها.. بلا طعام ولا شراب.. وأخيرا استرجعها الحاج فتحى لنفسه لن يتركها تفلت من يديه.. لن ترى ضوء الشمس إلا بعينيه.. لن يكبر جسدها فى غفلة منه يرتشف أنات شفتيها من قسوة القبلات بين شفتيه عادت (هند) بعد أن فقدت قدرتها على النطق لن تمنعه بعد اليوم ستقدم جسدها قربانا يعبث فيه فسادا بلا شفقة أو رحمة.. ومازال أبوها تقبض يديه الخشنة ثمن السكوت. فى إحدى معاركها معه، نالت من وجهه بأظافرها، غرستهم بحرقة تحمل كل مرات قهرها فاشتاط غضبا وانهال عليها ضربا وركلا حتى أغشى عليها أفاقت فلم تجد ما تستر به جسدها الصغير.. دماؤها الساخنة تملأ بلاط الحجرة البارد تبحث فى جسدها على مكان لا تغطيه الدماء فلا تجد تبكى دموعها الرخيصة لن تمحو أثار العدوان فى المساء تسرب إلى حجرة تعذيبها يلتهم ما تبقى من جسدها.. تغريه الدماء التى تسيل من جروحها يلعقها بنهم حيوانى هذه المرة طاوعته.. فاستسلم لها وأخرجها لكى تغتسل وترتدى ملابسها فما إن رأت البلكونة حتى انطلقت تعدو كأنها فى سباق أخير مع الزمن.. احتضنت الفضاء وتركت جسدها يترنح بين أدوار العمارة العشر إلى أن أنهى سقوطها ما تبقى من حياتها.