«تخلينا عن الحكومة لكننا لن نتخلى عن حكم تونس» قالها بصراحة ووضوح راشد الغنوشى، زعيم حزب النهضة، الجناح التونسى لجماعة الإخوان المسلمين.. لم يستوعب الغنوشى ورجاله الدرس المصرى، فهو يناور على أمل أن يبقى حزبه فى الحكم لكنه لا يعلم أن نهايته وحزبه اقتربت لا لشىء إلا لأنهم لا يبغون سوى السلطة.. السلطة فقط. الغنوشى الذى حاول عقب عودته لتونس بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن على فى ثورة الياسمين فى الرابع عشر من يناير 2011 أن يظهر فى صورة الحمل الوديع، سقط القناع سريعا من على وجهه وأصبح عاريا تماما مثل إخوانه فى مصر، ممن ظنوا أن السلطة حينما دنت لهم فقد تملكوا الدنيا وما فيها ليفاجأوا بالملايين الهادرة التى خرجت إلى شوارع مصر فى 30 يونيو لتغلق صفحة الإخوان إلى الأبد. الغنوشى لازال يناور.. لا يمانع فى أن يضحى بحكومة تلميذه على العريض كما ضحى قبل عدة أشهد بحمادى الجبالى، رجله القوى، لكن هذه التضحية برجاله الأقوياء لا تعنى أنه سيتخلى عن الحكم فالبدلاء جاهزون.. يذهب جبالى والعريض فهناك غيرهم كثيرون مستعدون للسير على النهج الغنوشى.. نهج السلطة وحلمها. وافق الغنوشى على مضض بشروط الحوار الوطنى لوأد مظاهرات المعارضة، ووعد باستقالة حكومة حزب النهضة واستبدالها بحكومة كفاءات ونجحت المناورة مؤقتا إلى أن كشف بنفسه عن خطته الخبيثة بقوله إنه لن يتخلى عن حكم تونس.