يورى ديفز، يهودى لم تمنعه الجنسية الإسرائيلية التى يحملها من الانضمام إلى حركة فتح، ليصبح أول يهودى فى مجلسها الثورى، ومن يعرف تاريخ ديفز لا يجد دهشة فى هذه الخطوة التى أقدم عليها، حيث كان أول من تجرأ ووصف إسرائيل فى الثمانينيات بأنها دولة عنصرية. فى الأيام الماضى، تعرض ديفز لانتقادات وشتائم كثيرة على المدونات والمنتديات الإلكترونية الإسرائيلية، حيث وصف بأنه خائن" و"حثالة" و"غير مستقر عقلياً" لأنه أول شخص من أصل يهودى يتم انتخابه فى المجلس الثورى لحركة فتح الفلسطينية، تلك الحركة التى كان زعيمها ياسر عرفات. ووصلت الانتقادات التى وجهت إلى العجوز الإسرائيلى (66 عاماً) إلى درجة المطالبة بترحيله. وكان ديفز قد شارك فى المؤتمر العالمى الأول الذى أقامته الأممالمتحدة لمناهضة العنصرية فى مدينة دربان بجنوب أفريقيا عام 2001، وهو الأمر الذى أثار ضده عاصفة كبيرة من الانتقادات، حيث عارضت إسرائيل بشدة ما تضمنه هذا المؤتمر من مطالبات باعتبارها دولة عنصرية، ونظراً لأن حياته العملية شهدت احتجاجات كبيرة على ممارسات الدولة العبرية، فإن يورى ديفز يوصف بأنه اليهودى الذى يكره نفسه. أما هو فيصف نفسه بأنه معادٍ للصهيونية، ويمثل تاريخه الشخصى شهادة رائعة، كما تقول صحيفة الأوبزرفر التى نشرت تقريراً عنه، على التاريخ المضطرب لليسار الإسرائيلى فى فترة ما بعد الحرب، ويكشف عن مسارات منسية فى تاريخ إسرائيل نفسها. فالرجل الذى انتخب لعضوية المجلس الثورى لحركة فتح من بين 600 شخص ساهمت فى تشكيله قوى المد والجذر الأخيرة فى التاريح اليهودى، وليس فقط معاناة عائلته من الهولوكوست، مثل أى مواطن آخر فى إسرائيل على حد تعبير الصحيفة. واستعرضت الصحيفة تاريخ الرجل والتعليم الذى تلقاه على يد والديه، حيث كان والده يهودياً بريطانياً، والذى ساهم إلى حد كبير فى رفضه للسياسات العنصرية وإساءة التعامل مع الآخر. ويقول ديفز إن رسالته الأساسية هى أن يقترح على رفاقه الجدد فى حركة فتح بأنه لا يوجد مخاوف من الاعتراف بالدولة اليهودية، ولكن يجب أن تكون المعارضة لتوصيف إسرائيل كدولة تحكمها السياسات الصهيونية. ويعتقد ديفز أنه بإمكان فتح أن توسع من دورها من مجرد تمثيل العرب الفلسطينيين إلى تمثيل كل من يعارض الاستيطان الاستعمارى.