سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أليس مونرو الفائزة بجائزة نوبل للآداب.. اعتزلت الكتابة منذ عامين.. وقصور الثقافة أصدرت ترجمة مجموعتها القصصية "العاشق المسافر".. أحمد الشيمى: تقنعك أن الخيال أجمل من الحقيقة والأساطير أبقى من التاريخ
أعلن السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية بيتر أنجلوند عن فوز الكاتبة الكندية أليس منرو بجائزة نوبل فى الأدب لعام 2013 فى القاعة الكبرى بالأكاديمية السويدية، تمتاز مونرو، بقدرة كبيرة على الحكى لا يضاهيها فيها كاتب معاصر آخر، فهى لا تسرد القصص التى يمل منها القارئ بعد قراءة صفحة واحدة، ولكنها تسرد القصص التى تزيد من شوق القارئ بعد كل سطر من سطورها، وقد تكون أليس مونرو الكاتبة الوحيدة فى العالم التى نالت شهرتها من خلال القصة القصيرة. وتقدم أليس مونرو، التى سبق وأن أعلنت اعتزالها الكتابة منذ عامين فى مجموعتها القصصية «العاشق المسافر»، التى صدرت لها الترجمة العربية عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة، ترجمة الدكتور أحمد الشيمى، الذى يقول عن الكاتبة أليس مونرو، في مقدمة المجموعة إنها كاتبة تكتب فقط فتقنعك فى كل قصة من قصصها أن الخيال أجمل من الحقيقة، وأن الأساطير خير وأبقى من حقائق التاريخ، وأن الحلم أجمل من الواقع. وفى قصص مجموعة «العاشق المسافر» نجد شخصيات يمارسون هواية الكتابة أو يريدون ممارسة الكتابة ولكن الكُتاب مهرة حرون لا يجدون إلى سياستها سبيلا، وقصة «حيوات بنات ونساء» خير دليل على ذلك، لأنها تتناول فنانة من البداية وحتى النهاية. وتمتلئ قصص المجموعة بشخصيات هشة لا حيلة لها ولا طاقة على التغلب على تبعات الحياة الصعبة، شخصيات ضعيفة لا تملك من أمرها شيئا، ولا أمل لها يلوح فى الأفق القريب أو البعيد، وهى شخصيات نجدها فى حياتنا اليومية، وهى شخصيات منتشرة فى قصصها انتشارها فى الحياة من حولنا. لكن شخصيات أليس مونرو الشريرة لا تشبه الشخصيات الشريرة عند مارلو وملتون وشكسبير وغيره ممن يصورون شخصيات شريرة لا يترك الشر فى نفوسهم مساحة للود بل تصور مونرو شخصيات تقع فى المنطقة الوسطى بين الشر والخير شخصيات متصلة أسبابها بنا نحن البشر نعرفهم ويعرفوننا. ويدور موضوع الكاتبة أليس مونرو فى قصص هذه المجموعة الأثير حول رصد العلاقات الاجتماعية بين الناس فى بلادها لاسيما فى مدينة فانكوفر بكندا وتركيزها ينصب على العلاقة الجدلية بين الماضى والحاضر، أى بين تجربة مضى بها الزمن وتجربة قائمة تثير العجب لتشابهها فى النهاية مع تجارب الماضى القريب وربما البعيد. وفى باقى قصص المجموعة تعرض علينا أليس مونرو نماذج تتضاد معها نماذج من شخصيات تمتلئ نفوسها بحب الحياة ولا تلتفت إلى الوراء وإنما تجد الحلول فى التفكير للمستقبل وتحليل الماضى والاستفادة منه أو تركه فى مكانه الأول ومن الماضى ما يصلح ومن الماضى ما يفسد ومن الماضى ما لا يصلح ولا يفسد. وأليس مونرو كاتبة كندية تخصصت فى كتابة القصة القصيرة وبرعت فى هذا المجال ونالت الكثير من الجوائز المحلية والدولية، منها جائزة الحاكم العام فى كندا مرتين، وجائزة أوهنرى أكثر من مرة، يضعها الكثير من النقاد نداً لأنتون تشيخوف وسينشيا أوثيك وغيرهما من عمالقة القصة القصيرة فى العالم، وتعد من أقوى المرشحين لجائزة نوبل كل عام، وفازت بها هذا العام.