لوموند: غياب "الأمن" يهدد السياحة السويسرية

بعد تزايد حوادث سرقات العرب..

هل أصبحت سويسرا مصدر خطر فى أعين السياح من منطقة الخليج؟ هذا ما تخشاه سويسرا حالياً نتيجة الجدل العنيف الذى أثاره تقرير تليفزيونى عرضته قناة العربية الفضائية السعودية، والذى يدعو المواطنين إلى توخى الحظر الشديد فى سويسرا.
يصف هذا التقرير الهجوم الذى تعرض له مواطن سعودى فى منتصف يوليو فى سويسرا، وأصيب إثره بجروح بالغة فى رأسه وتم العثور عليه فاقد الوعى بالقرب من محطة سكة حديد، بالإضافة إلى حالات سرقة أخرى تعرض لها العرب هناك من قبل أشخاص يرجع أصلهم إلى دول القوقاز وشمال أفريقيا ومنطقة البلقان.
وفى أعقاب عرض التقرير، وكما تذكر صحيفة "لوموند"، فقد انتقد القنصل العام للمملكة العربية السعودية فى جنيف نبيل صالح فى وسائل الإعلام تراخى قوات الشرطة، مشيراً إلى أنه فى عام 2009، قام بتلقى 14 بلاغاً عن سرقة أوراق من مواطنين سعوديين، فضلاً عن وجود حالات أخرى من سرقة ممتلكات، غير أن أصحابها لا يتقدمون بالضرورة ببلاغات بشأنها.
ويروى نبيل صالح للصحيفة بعض الأمثلة التى تعرض فيها السعوديون للسرقة مثل ذلك المواطن السعودى الذى تعرض لسرقة 60000 فرنك سويسرى وجميع أوراقه فى بهو فندق أربع نجوم، أو ذلك الشاب الذى كان ضحية سرقة حافظته فى بداية هذا الأسبوع فى الشارع.
ويقول القنصل العام، إنه يقوم بتنسيق العمل مع سفارات قطر والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة التى تتعرض رعاياها أيضاً لهجمات بشكل منتظم، وتوجيه رسالة إلى السلطات الاتحادية فى برلين وجنيف تدعوهم إلى "اتخاذ تدابير فورية لوقف هذه الجرائم، وإلا سيتم تحذير المواطنين فى دول الحليج والسعودية من قضاء عطلاتهم فى سويسرا".
وتشير الصحيفة إلى حالة القلق السائدة من جراء ما يحدث فى الأوساط السياحية السويسرسة، فقد ظل لسنوات طويلة أثرياء منطقة الخليج الغنية من السياح، سواء أفراد الأسر المالكة أو أيضاً رجال الأعمال وممثلى الطبقة الوسطى فى السعودية، يمثلون مصدر دخل كبير للسياحة الفاخرة فى سويسرا، حيث يمثل هؤلاء السياح العرب خلال الصيف 30٪ من حجم أعمال الفنادق الفخمة والقصور فى جنيف.
وتنقل الصحيفة عن فرانسيس بريان، مدير Genève Tourisme، الذى زار السعودى، الذى تعرض للضرب، حاملاً له علبة شوكولاتة، قوله آسفاً إن "تقرير قناة العربية، الذى شاهده 10 ملايين شخص قد هز صورة جنيف فيما يتعلق بمجال الأمن". وأضاف أن هذه الحالة حالة فردية، مطالباً بتقديم أفضل سياسة لضمان سلامة الضيوف من دول الخليج.
ويُذكر داخل مجلس الدولة فى جنيف، أن احتفالات جنيف هذا العام "من 30 يوليو حتى 9 أغسطس"، والتى كانت سلطنة عمان هى ضيف الشرف فيها، لم تتعرض لأى حادث خطير. ومن جانبه طلب لوران موتينو، المسئول عن الأمن، مقابلة قنصل المملكة العربية السعودية، ووعد بتعزيز قوات الشرطة الخاصة بمكافحة "الجريمة العابرة للحدود". فى الوقت الذى أشار فيه التليفزيون السويسرى فى نشرته المسائية إلى احتمال أن يكون السعودى الذى تعرض للهجوم، والذى أمضى عشرة أيام فى غيبوبة، قد وقع ضحية حادث آخر قبل أن تُسرق منه بطاقات الائتمان التى كان يحملها.