استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية القنصل الإسرائيلى فى مدينة بوسطن الأمريكية نداف تامير بسبب إرساله برقية إلى الوزارة تتضمن انتقادا لسياسة الحكومة. وجاء فى هذه البرقية، كما ذكر الموقع الإلكترونى لإذاعة إسرائيل، أن سياسة الحكومة تضر بالعلاقات الإسرائيلية الأمريكية وأن هناك أوساطا فى الولاياتالمتحدة صارت تنظر إلى إسرائيل نظرة سلبية لرفضها التعاون مع الإدارة الأمريكية. وانتقد تامير الذى يعتبر خبيرا فى علاقات إسرائيل بالولاياتالمتحدة، فى البرقية سياسة الحكومة إزاء الولاياتالمتحدة، وقال إن نهج الحكومة فى تعاملها مع الولاياتالمتحدة يتسبب بإلحاق أضرار استراتيجية، على صعيد تنسيق السياسات الرسمية وتأييد الرأى العام الأمريكى لإسرائيل. وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مقتطفات من الرسالة، وجاء فيها أن القنصل العام نداف تامير كتب فى رسالته أن أداء حكومة نتانياهو ليبرمان قد تسبب بأضرار استراتيجية شديدة للعلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، وأن دوائر واسعة تنظر إلى إسرائيل على أنها "دولة مارقة مثل إيران وكورية الشمالية". وأضاف أن الطريقة التى تدار بها العلاقات تؤدى إلى أضرار استراتيجية فى أمرين مهمين فى العلاقات الخاصة بين البلدين؛ الأول فى مجال تنسيق وضع السياسات، والثانى تأييد الرأى العام الأمريكى لإسرائيل. وتابع القول .. إن سياسة إسرائيل تؤدى إلى أضرار بالغة فيما يتصل بالرأى العام الأمريكى. وبحسبه فإن التغطية الإعلامية التى تعرض صورة المواجهة بين حكومة إسرائيل وبين الإدارة الأمريكية تمس حجم التأييد لإسرائيل فى الرأى العام أكثر بكثير من الانتقادات التى أطلقت بسبب ما أسماه الإفراط فى استخدام القوة والمس بالمدنيين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وأضاف أنه يوجد لدى دوائر كثيرة فى الولاياتالمتحدة إحساس بأنه فى الوقت الذى تسعى فيه إدارة أوباما إلى حل الصراعات فى العالم، فإن عليه مواجهة الرفض من قبل إيران وكوريا الشمالية وإسرائيل. وتضمنت الرسالة أيضا تحذيرا من أن المواجهة بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية تضع اليهود الأمريكيين فى موقف إشكالى بحيث يتوجب عليهم الاختيار بين الطرفين. وقال أيضا إن هناك عناصر فى السياسة الإسرائيلية والأمريكية تعارض أوباما مبدئيا، وهى على استعداد للتضحية بالعلاقات الخاصة بين البلدين لصالح أجندتها السياسية الخاصة. ويقترح تامير على إسرائيل أن تدرس إمكانية إجراء تغيير حاد فى أدائها مقابل الإدارة الأمريكية. كما يقترح أن تعلن إسرائيل فوق كل منصة بأنها شريكة فى رؤية الإدارة الأمريكى.