طرق مختلفة تؤدى بك فى النهاية لمحله الصغير فى منطقة الحسين، لن تحتار كثيرا فى التعرف عليه ستجده قابعا داخله مندمجاً فى عالمه الخاص سارحا فى النقش على إحدى أوانى النحاس، منحنيا على طاولة وفى يده مطرقة صغيرة لا تهدأ. الأسطى "حلمى" 48 سنة، ترك عمله فى أحد البنوك الكبرى ليتفرغ للحرفة التى ورثها عن أبيه وأجداده، فوجد فيها نفسه لدرجة أنه يخاف من اندثارها فى يوم من الأيام نتيجة اتجاه البعض إلى المنتجات الصينية والمستوردة ذات الأجل القصير. يحكى الأسطى "حلمى" عن صنعته قائلا: صناعة الأوانى النحاسية يتطلب اختيار قطعة النحاس المراد تشكيلها ثم قص اللوحات من جميع أجزائها بالمطرقة والسندان ومسحها جيداً، وبعدها استخدم البرجل وقلم النقش لحفر بعض العبارات أو الرسومات. ويبتسم قائلا: "الله يرحم أيام زمان كان مفيش بيت مش عنده حتة أو حتتين نحاس وموجود فى القصور والريف وعند الغنى والفقير لجماله ورونقه واستخداماته الكتيرة". ويضيف: المهنة أصبحت غير مربحة وخسائرها أكبر من مكاسبها نتيجة ارتفاع أسعار النحاس والمواد الخام عموما، ما جعل معظم أبناء هذه الحرفة يهربون منها إلى مهن أخرى لقلة الربح وتجنبا للخسارة الفادحة. وعن طبيعة عمله يقول أن أصعب مراحل نقشه هى تطعيمه بالفضة بمادة شمعية لا تتأثر بالأحماض والتغيرات المناخية، يصنع منها العملات والصوانى أو الأوانى النحاسية أو أطقم القهوة والفوانيس والمشروبات والمباخر القديمة، ولكن حديثا يستخدم النحاس فى صناعة بعض الأثاث والمباخر والأوانى الفرعونية والساعات وعلب الشيكولاتة وأدوات السبوع والزفاف. وأضاف أن بعض صناعات النحاس تحولت للصاج وتم إدخال العديد من التحديثات عليها، مثل الحفر الكيميائى، لافتا أن أسعار الأوانى تتراوح بين 50 و100 جنيه وتصل إلى 500 جنيه حسب كمية النقوشات.