يصدر خلال الأيام المقبلة رواية بعنوان "اشتهاء" للكاتب السودانى الكبير أمير تاج السر، وهى مغامرة إعادة كتابة لرواية "صيد الحضرمية" التى نشرت بداية الألفية الجديدة، حيث كتبت رواية "صيد الحضرمية" عام 1999 ونشرتها عام 2001 عن مركز الدراسات السودانية، ومركز الحضارة العربية فى طبعتين محدودتين، وفى العام الماضى قرأتها، ووجد أمير تاج السر أنها تصلح لإعادة الكتابة، ومن ثم قام بإعادة كتابتها، ومن المزمع أن تصدر فى أكتوبر القادم تحت عنوان "اشتهاء" عن دار الساقى فى بيروت. ومن أجواء الرواية: كانوا مساطيل بالنسب الحضرمى، وفرحين بأغلى نطفة خرجت من رحم فوضاهم. كانت نساؤهم فى الغالب بتلات للشوك، وكان رجالهم حبوب لقاح لأكثر عناوين الفوضى لفتاً للنظر فى البلدة، فرشوا حصيراً من سعف مكدود، أوقدوا بخوراً ذا رائحة غريبة، دقّوا نحاساً أجوفَ ورقصوا أمام بيته رقصة "الوز–وزو" التى تحرك الجسد السفلى فى تناغم، ولم تكن من تراث الغجر القديم لكنهم ابتكروها خصيصاً لذلك اليوم، احتضنوا الرضيعة، قبّلوها باشتهاء، وعلقوا على جيدها تميمة من الجلد كانت تحوى كثيراً من التعاويذ. قالوا: أطال الله عمر خيولك يا حضرمى. كانت جملة متوارثة عند الغجر، ارتبطت بعشقهم التاريخى للخيول، ويرددونها فى أذنى كل من افتتنوا بحبه، لكن ترديدها أمام مصلح، أو أى أحد غيره فى البلدة، لم يكن يعنى شيئاً على الإطلاق، فلم تكن للرجل خيل، ولا كان فى البلدة كلها سوى ثلاثة أحصنة هرمة ويائسة عند أحد المزارعين، تتمنى الموت فى أى لحظة من شدة ما نالها من الظلم، ولدرجة أن النساء فى بيت ذلك المزارع كن يستخدمنها موائد للطعام ترصّ على ظهورها القدور والأطباق، أو ملهاة للصغار، بربط أراجيح الحبال على سيقانها.