بيروت: في كتابه "الغجر - ذاكرة الأسفار وسيرة العذاب" الصادر عن المركز العربي ببيروت يتتبع المؤلف جمال حيدر تاريخ الغجر، مستعرضاً ما كتبه كبار الكتاب الذين جعلوا من "الغجر" مادة ثرية لمؤلفاتهم في محاولة لاكتشاف المجهول والمخفي في عالم "الغجر". وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" يقدر عدد "الغجر" في العالم اليوم بثلاثين إلى أربعين مليون نسمة، مشتتين في عشرات الدول حول العالم، وبرغم عددهم الكبير إلا أنه لا يوجد كيان سياسي أو ثقافي أو تنظيمي يجمعهم، كما أن منشأهم وموطنهم الأصلي وتاريخهم ظل أمدا طويلا محاطا بالغموض وبالخلاف بين الباحثين في كل ما يتعلق بهم. وخلال الكتاب عدد المؤلف بعض هؤلاء الكتاب الذين تناولوا "الغجر" في كتاباتهم مثل الإسباني سرفانتيس الذي مجدهم في روايته "دون كيخوته"، والفرنسيين جورج دي بيزيه في أوبرا "كارمن"، وفيكتور هوغو في روايته "أحدب نوتردام"، والشاعر الروسي بوشكين في ملحمته "الغجر"، ومكسيم غوركي في "الغجر يصعدون إلى السماء" والشاعر الإسباني لوركا في مجموعته "أغاني الغجر". ينقسم كتاب "الغجر" لجمال حيدر لثمانية فصول تناول في الأول منها موضوع "الهوية" والذي يرجح فيه أن الموطن الأصلي للغجر قبل تشتتهم هو الهند وليس مصر، كما يذهب بعض الباحثين خطأ، أما قيم الغرض وتقاليدهم فقد أفرد لها المؤلف الفصل الثاني وذكر أن جهل الغجر بالكتابة وعدم وجود لغة مدونة خاصة بهم أديا إلى ضياع المعاني الأصلية للقوانين والأعراف التي توارثتها أجيالهم. وخصص حيدر الفصل الثالث للسلوك عندهم، وفي الفصل الرابع يستعرض الغجر في المنطقة العربية وأسماءهم في كل بلد منها، وفي أكبر فصول الكتاب وهو الفصل الخامس والذي جاء بعنوان "حول الأرض" تقصى المؤلف أوضاع الغجر وما عانوه من ملاحقات واضطهاد على مدى تاريخهم في شتى بقاع الأرض. ثم يأتي الفصلان الأخيران بالكتاب والمعنونان ب "فنون الغجر" و"أساطيرهم" وفيهم يؤكد المؤلف على أهمية الموسيقى لدى الغجر، ثم يسرد كثيراً من أساطيرهم.