قال الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، إن غياب المفهوم الصحيح للدين، ومن ثم غياب الخطاب الدينى الصحيح، كان السبب الرئيسى لما وصلت إليه مصر من تدهور الأوضاع، مضيفا أن صوت الدين المعتدل خفت سواء من نفسه أو من غيره، وتصاعدت نبرات الخطابات الدينية الأخرى التى تتخذ من الدين اسماً وهى بعيدة عنه، لذا أصبح فهم الدين خاطئا، مؤكدا أن الإلحاد انتشر فى أوروبا بسبب غياب الخطاب الدينى المعتدل. وأضاف "عبد الجليل"، خلال ندوة "دور المؤسسة الدينية فى المجتمع" التى نظمها مجمع النيل الإنجيلى بالقاهرة، أن من أسباب تدهور الأوضاع فى مصر بعض القنوات الدينية المسلمة والمسيحية والموجود بها أصوات غير وسطية، مطالبا بمراجعة مناهج التعليم بشكل عام، والمناهج الدينية بشكل خاص، حتى نقضى على التشتيت الموجود بها لنخرج أطفال مفكرين، مشيرا إلى أن دور المؤسسة الدينية، الجامع والكنيسة، فى المجتمع داخل مصر هام جدا، وقد نختلف فى أمور كثيرة، ولكن نتفق على أشياء كثيرة. وأكد "عبد الجليل" أن المساجد توظف خريجى الأزهر، والكنائس تخرج القساوسة من كليات اللاهوت، وكلاهما يعظ فى الناس، ويجب أن نتصارح فمؤسسة الأزهر أصابها من العوار ما أصاب المؤسسات المصرية كافة، والتعليم فى الأزهر تأثر بما يحدث فى البلاد. وشدد "عبد الجليل" على أن علاج العنف والإرهاب ليس بالقمع والعنف، فالعنف يولد العنف أيضا، مشيرا إلى أن رسالة الدكتوراه الخاصة به كانت عن الإرهاب، وأكد من خلالها أن القمع والعنف المستخدم مع الجماعات التفكيرية يزيد الأمر تدهورا، مستشهدا بالجهادى ناجح إبراهيم الذى كان أحد الذين سجنوا بقضية إرهاب ولكن فكره تغير. وطالب "عبد الجليل" بدعم مشايخ الأوقاف والأزهر حتى يوصلوا رسالتهم للجميع، وقال لو أخذ الشيوخ 10% مما يأخذه دعاة الفضائيات سترون منهم عملا جيدا.