واصل المؤتمر الدولى الأول للتصوف فعاليات يومه الأخير بعقد جلسة أولى اليوم الاثنين، حول دور علماء الصوفية فى نشر المعنى الصحيح للتصوف من أجل إصلاح الأمة الإسلامية، مستعرضا النماذج الناجحة من أعلام الصوفية،الذين كان لهم الدور البارز فى نشر الدين الإسلامى بالاهتمام بتربية النفس والسلوك الحسن وبناء الفرد والمجتمع. كما ناقشت الجلسة التى ترأسها الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، مفهوم التصوف ودوره الإصلاحى فى المجتمع وأوضاع الدعوة والثقافة الإسلامية، وسبل النهوض بها من واقع التصوف. وطالب الدكتور أحمد محمود كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، بإنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية يضم العلماء والخبراء التربويين والمختصين بشئون الدعوة فى الدول الإسلامية، لوضع آلية لمقاصد الدعوة الإسلامية الصحيحة والبعيدة عن الغلو وفق منهج الإسلام الصحيح، لمواجهة الشطط الذى تعانيه أمور الدعوة حاليا من دعاة يسعون للمال والشهرة أكثر من خدمة الدين ومن المذهبية التى انتشرت مؤخرا واختزال الدين الإسلامى فى أمور سطحية وللتصدى للخلافات الراهنة فى قضايا منتهية. كما اقترح الدكتور محمود كريمة إدخال الثقافة الإسلامية ضمن المناهج التعليمية المختلفة، لمواجهة ما تعانى منه الثقافة الإسلامية من مفاهيم مغلوطة تقوم على المذهبية ونشر الأفكار المغلوطة الداعية للتكفير والترويع، مشيرا إلى أهمية إحياء علوم الدين الصحيحة والبعد عن الغلو والتطرف والعنف الفكرى والتصدى للتيارات العلمانية والليبرالية، والاستفادة من العلماء المعتدلين الذين يمثلون المنهج الأزهرى الوسطى لمواجهة الغلو المذهبى والفكرى، الذى يتسبب فى إتهام الإسلام ظلما بالتطرف والمسلمين بدعاة إرهاب. وانتقد الدكتور أحمد محمود كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، التصدير المذهبى من الخارج لفرق تسعى لنشر التشدد وهى محسوبة على الدين الإسلامى، وتسعى للهيمنه بإسم الدين والدعوة الإسلامية، لافتا إلى الوضع السلبى الذى آلت إليه الدعوة والثقافة الإسلامية حاليا بالبعد عن أصول الدين الصحيحة ونشر الأفكار المغلوطة التى تسىء للاسلام بدلا من الاهتمام بفقه الواقع وشرع المقاصد الإسلامية والثقافة الإسلامية الصحيحة، مشيدا بدور الأزهر وعلمائه لنشر صحيح الدين. من جانبه، أعلن الدكتور عبد الهادى الكردى من العراق عن تنظيم مؤتمر للصوفية فى السليمانية بالعراق العام القادم لبحث سبل تطوير دور التصوف لإصلاح أحوال الأمة الإسلامية بالعالم والزهد والعمل، مستعرضا لأهم أعلام الصوفية فى بلاده ودورهم لنشر صحيح التصوف من واقع الدين الإسلامى. كما استعرض الدكتور محمد مدثر من إيطاليا دور علماء الصوفية فى نشر تعاليم الدين الإسلامى فى الغرب بالسلوك الحسن والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بدوره، استعراض الشيخ سليمان الندوى من الهند دور الصوفية الإخلاصى فى بلاده والتصدى لدعاوى التكفير، مطالبا بتعظيم تبادل الخبرات والدراسات بين الدول الإسلامية لنشر المفاهيم الصحيحة للتصوف ويواصل المؤتمر أعمال يومه الأخير بعقد جلسة أخرى قبل الجلسة الختامية والتوصيات مساء اليوم. اقرا ايضا: مؤتمر التصوف الدولي يناقش تنقية المنهج وتجديد الخطاب الديني