أثارت التصريحات التى أطلقها الدكتور طارق حسين رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا حول أن الأكاديمية هى التى تحدد أولويات البحث العلمى ومستقبل التطورات العلمية فى مصر، استياء العديد من العلماء والباحثين ورؤساء المراكز البحثية فى مصر، مما أدى إلى طرح قضية أخرى حول مدى تحمل أكاديمية البحث العلمى لتدهور الحياة البحثية وأيه أخطاء تحدث على المستوى العلمى. الدكتور أيمن الدسوقى رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء وصف كلام رئيس الأكاديمية بأنه غير دقيق، وقال إن الذى يضع أولويات البحث العلمى هو المجلس الأعلى للعلوم برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، ويضم المجلس عددا من الوزراء وكبار العلماء المصريين الذين اجتهدوا بعلمهم من أجل تطوير البحث العلمى، موضحا أن المجلس الأعلى للعلوم يتولى مسألة وضع السياسات وأولويات البحوث العلمية المختلفة فى العديد من المجالات البحثية، وأن هذه الاولويات يساعد فى رسمها العديد من الجهات البحثية عن طريق توفير المعلومات والدراسات للمجلس مما يساعده فى رسم سياساته البحثية، كما أن كل جهة بحثية تتقدم للمجلس باحتياجاتها البحثية وبحاجتها لتمويل هذه المشورعات البحثية. وأكد "الدسوقى" أن البحث العلمى ليس حكرا على أحد، ولا يمكن اختزاله فى بوتقة أكاديمية البحث العلمى، أو أية جهة بحثية أخرى، وأنه بالرغم من أن الأكاديمية تضم العديد من المجالس النوعية، إلا أن هناك العديد من المراكز البحثية الهامة فى مصر مثل المركز القومى للبحوث، بالإضافة إلى المراكز البحثية فى العديد من الجامعات المصرية. أما الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث فقال إنه لا يملك التعليق على هذا الموضوع إطلاقا، وأرجع سبب رفضه قائلا "نفسى مسدودة"، وحول ما إذا كان قرار مجلس إدارة أكاديمية البحث العلمى بحجب جائزة الدولة التقديرية عنه بتدخل الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والبحث العلمى، هو السبب وراء هذا الاكتئاب، فأجاب الناظر قائلا: "أنا رجل مؤمن بكل قضاء ربنا وأرجو تفهم موقفى"، إلا أنه أشار إلى أن سؤال من يحدد أولويات البحث العلمى فى مصر، يجب أن يسأل عنه الدكتور هانى هلال باعتباره وزير الدولة للبحث العلمى. "البحث العلمى يشكو مر الشكوى" كانت هذه كلمات الدكتور عمرو راضى رئيس هيئة الباحثين بالمركز القومى للبحوث الزراعية، مؤكدا أنه بدلا من التنازع حول من يحدد سياسات البحث العلمى فى مصر، لابد من التنسيق بين كل الجهات البحثية، والعمل على زيادة تمويل البحث العلمى من أجل إعادة البحث العلمى، وبالتالى إعادة مصر إلى مكانتها الطبيعية، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات التى تحاول أن تستأثر بالبحث العلمى فى مصر تؤدى إلى تجاهل دور المركز القومى للبحوث الزراعية الذى يتم التعتيم على جهوده البحثية فى حماية الثروة الزراعية فى مصر والنهوض بالاقتصاد الزراعى. وأشار الدكتور راضى إلى أن الذى يتصدى للبحث العلمى لا بد من أن يتحمل تبعاته ونتائجه، وألا يقول البحث العلمى ضعيف لأن التمويل ضعيف.
