صدر كتاب "فى الأزمة" للإعلامى محمد كركوتى، الكتاب الذى يتضمن ثمانية فصول، ويعرض انعكاسات الأزمة العالمية المدمرة على مختلف القطاعات، بما فى ذلك تأثيراتها فى المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والتعليمية والإنسانية والصحية والبيئية والإعلامية والأخلاقية والوطنية.. وحتى القومية. ويطرح "فى الأزمة" – من ضمن ما يطرح – قضية العولمة بشقيها "الحميد والخبيث"، حيث يرى المؤلف، أنه إذا كانت الدول الكبرى تسعى إلى تعزيز العولمة فى أوقات الرخاء، عليها أن تكرسها فى أزمنة الكساد، وذلك من خلال "عولمة الهموم والمحن". بمعنى أنه يتوجب على الدول المؤمنة بقوة فى العولمة، أن تضع الازدهار والكساد فى نفس الدرجة من الأهمية، لأن ذلك سيوفر آليات عملية وواقعية وضرورية، أمام الدول النامية للخروج من الأزمة بأقل أضرار ممكنة، لاسيما وأن الدول النامية لم تكن المسبب الرئيسى لهذه الأزمة. يستهل المؤلف كتابه، بسيناريو خيالى، وذلك عندما استحضر الأربعة الكبار فى الاقتصاد (كارل ماركس الألمانى، وجوزيف شومبيتر النمساوى، وجون كينيز البريطانى، وآدم سميث الأسكتلندى)، وتخيل وجودهم على قيد الحياة، عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية. وقدم مقارنة بين رؤى هؤلاء لما جرى وما يجرى، لاسيما وأنهم يختلفون عن بعضهم بعضا فى أطروحاتهم الاقتصادية التى شغلت التاريخ الإنسانى. ووجد الكاتب أن منهم، من كان سيضحك، لأنه حذر من مخاطر الرأسمالية، ومنهم من كان سيتوارى، لأنه آمن بالرأسمالية المطلقة، ومنهم من كان سيحاول، إظهار مساوئ الرأسمالية "الورقية"، والاشتراكية الفوضوية. لكن فى النهاية توصل إلى أن هؤلاء، لن يكونوا بمعزل عن الصدمة، بما فى ذلك "الضاحكون" منهم.