حذر الكاتب والمحلل البارز بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية باتريك كوكبورن من أن التحرك ضد سوريا يحمل مخاطر بزعزعة التوازن الهش للقوة فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن أعمال العنف قد أثرت بالفعل على الدول المجاورة لسوريا وقوت من شوكة الجهاديين فى المنطقة. ويقول كوكبرون، إن أى هجمات صاروخية على سوريا، سترفع من درجة الحرارة السياسية فى المنطقة بأكملها، ومن غير الواضح ما إذا كانت تلك الحرارة المتزايدة مؤقتة أم دائمة، وأياً كان المبرر الذى تسوقه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، فإن الأمر سينظر له فى جميع أنحاء العالم كتدخل عسكرى آخر بقيادة أمريكا فى الشرق الأوسط الكبير بعدما حدث من تدخلات فى العراق وأفغانستان والصومال وليبيا ولبنان على مدار 35 عاما الماضية. وتبرر فرنسا وبريطانيا التحركات العسكرية بأنها على أسس أخلاقية، وأنها رد على استخدام الغاز السام ضد المدنيين فى دمشق ولمنع تكراره مرة أخرى، وربما يرضى هذا الرأى العام الداخلى فى دولهم إلا أنه لن يجد كثيرون يؤمنون به فى الشرق الأوسط، فقد تردد أن مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق زبينجيو برزيسنيكى قد قال فى مقابلة إنه متفاجئ بمدى تشوق بريطانيا العظمى وفرنسا وتأييدهما للحل العسكرى، وأنا أعى أيضا أن هاتين الدولتين قوتين استعماريتين سابقتين فى المنطقة. والضربات الجوية ستؤكد فقط على الدوافع المشتبه بها لبريطانيا وفرنسا.