أعد الكاتب البريطاني "باتريك كوكبورن" تحليلا بعنوان "كيف يهدد التدخل العسكري ميزان القوى الهش في منطقة الشرق الأوسط؟!"، ويعرض خلاله مدى تأثير التدخل العسكري في سوريا على المنطقة. وأكد الكاتب في مقاله الذي نشرته صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن أي ضربة صاروخية مهما كان نوعها ستؤدي إلى غليان الوضع السياسي في المنطقة بأسرها، ولم يتضح بعد ما إذا كانت ستستمر طويلا أم أنها حالة مؤقتة. ورأى "كوكبرن" أن العام سينظر إلى هذا التدخل بنفس المنظور للتدخل في العراق وأفغانستان والصومال وأخيرا ليبيا، وسيعتبر تدخلا عسكريا جديدا للغرب بقيادة أمريكا بغض النظر عن مبررات ذلك التدخل. ولفتت "كوكبرن" إلى أن مبررات القوتان الاستعماريتان السابقتان في المنقطة "بريطانيا وفرنسا" لهذا التدخل العسكري بأنه يقوم على أسس أخلاقية لحماية المدنيين الأبرياء من الأسلحة الكيماوية التي يستخدمها ضدهم الرئيس السوري "بشار الأسد" لن يجد صداه في المنطقة، ولكن يمكن أن يكون مبرر جيدا لإقناع مواطني دولهم فقط. وتساءل "كوكبرن" عما إذا كان التدخل العسكري قد يؤدي إلى عدوى الصراع في دول المنطقة؟ ودى تأثيره في الوقت الحالي على استقرار الدول المجاورة لسوريا. واستعرض الكاتب تأثير مبسط للتدخل العسكري على سوريا في دول الجوار: فمن المؤكد أن تركيا ستؤيد هذا التدخل العسكري الأمريكي ضد سوريا. وسيعتمد وضع تركيا خلال المرحلة المقبلة والدور الذي قد تلعبه عما إذا كانت واشنطن ستستخدم القاعدة العسكرية الجوية على أراضيها أم لا. ولكن لبنان تعاني من الأزمة في سوريا نتيجة التفجيرات الطائفية التي تستهدف الشيعة والسنة، وكذلك تعُّرض سوريا لضربات جوية سيؤثر بالسلب على لبنان. أما فيما يخص الأردن فهي كالعادة تحاول تحقيق التوازن بين القوى المتنافسة، حيث أكد متحدثا حكوميا أن بلاده لن تكون أبدا مركزا لتوجيه ضربة ضد سوريا. وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي نشرت تقارير تفيد بأن الأردن تعد قاعدة تستخدمها الاستخبارات الأمريكية لتدريب المعارضة السورية بدعم من المملكة العربية السعودية. وختم الكاتب مقاله بإسرائيل التي تقف في موقف متناقض، حيث أن التخلص من الأسد سيكون مصدر سعادة لها لأنها ستجد سوريا مدمرة، ولكنها في الوقت ذاته تخشى أن يحل محل الأسد سلطة فوضوية تضر بمصالحها.