اهتمت صحيفة الإندبندنت البريطانية بالذكرى الأولى للربيع العربى الذى فجر ثورات فى العديد من دول الشرق الأوسط، وقال الكاتب باتريك كوكبرون تحت عنوان "إنها مجرد بداية النضال إن العام الماضى قد هز الشرق الأوسط من القمة إلى القاع، إلا أن النتائج النهائية للربيع العربى لن تتضح قبل مضى فترة طويلة. ويوضح الكاتب فى مقاله أنه بعد مرور 12 شهراً على إشعال التونسى محمد بوعزيزى النار فى نفسه، والتى كانت الشرارة الأولى لإنطلاق الثورات العربية، فإن مسيرة حركات الربيع العربى لا تزال أمراً يمكن التنبؤ به، صحيح أن ثلاثة أنظمة استبدادية قد سقطت فى تونس ومصر وليبيا، إلا أن الأنظمة التى ستحل محلها ليس واضحة بعد، وشرقاً من مصر لا تزال هناك ثلاثة دول تخوض معراك وهى سوريا واليمن والبحرين، ومن المرجح أن تظل هذه الدول غير مستقرة لفترة طويلة. ويتابع كوكبرون قائلاً: "إنه أصبح من الواضح أن العالم العربى والشرق الأوسط يواجهان صراعات على السلطة طويلة المدى لم تشهدها المنطقة منذ عام1960"، وهناك بعض العوامل المشتركة فى الثورات العربية مثل فساد الدولة البوليسية، إلا أن كل بلد تتميز عن الأخرى، فالقذافى فى ليبيا لم تهزمه سوى تدخلات الناتو، ومن ثم فإن الميلشيات المعادية له ربما لا تكون قوية بما يكفى لتحل محله. وفى اليمن، أصبح الصراع قتالا ثلاثى الأطراف بين حكومة مستبدة، ومحتجين مطالبين بالديقراطية، وبين أشخاص تافهين سياسياً بين النخبة. ويرى الكاتب البريطانى أنه فى ظل الغموض الكبير فى المنطقة، فإن العالم العربى أصبح فى مجمله الآن أضعف مما كان عليه فى السابق، إلا أن الولاياتالمتحدة لم تعد فى موقف يسمح لها بتأمين مكانتها كقوة مهيمنة فى المنطقة، وذلك بسبب فشلها العسكرى فى العراق وأفغانستان، وبسبب أزمتها الاقتصادية ودعمها لإسرائيل. وختم مقاله بالقول إن عام 2011 لم يشهد تغييراً عن سياسة الضرب والتعذيب والقتل التى كانت سائدة من قبل، إلا أن الحكومات التى تستخدم مثل هذه الأساليب الآن ستضطر إلى دفع ثمن سياسى باهظ. ورغم أن الإنترنت كله دوراً مهما فى الثورات العربية، إلا أن الفضائيات العربية وخاصة الجزيرة كان لها الحسم فى تغييرقواعد اللعبة، والدليل على ذلك أن 7% فقط من الليبيين يستخدمون الإنترنت، لكن مشاهدى الفضائيات أكبر بكثير.