دعا أحمد قذاف الدم، المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية، خادم الحرمين والمملكة العربية السعودية أخذ زمام المبادرة للدعوة إلى قمة عربية عاجلة لمعالجة ومراجعة ولتدارس الوضع العربى الذى وصلنا إليه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، آخذين فى الاعتبار مطالب الجماهير وأحلام الشباب وكرامة الأمة وكبريائها.. والأخذ بالعلم الذى خاصمناه طويلاً كعرب "فنحن نريد من هذه القمة إنقاذ ما يمكن إنقاذه". كما دعا قذاف الدم لقمة أخرى سريعة وموازية تجمع تركيا وإيران ومصر على أرض المملكة لإطفاء النار المشتعلة فى سوريا، والتى قد تطال لبنان والأردن، ولن يخرج منها أحداً منتصراً بل ستتحول إلى دولة فاشلة تحكمها الفوضى.. وتصبح الجزيرة العربية محاصرة بدول تحكمها الفوضى من اليمن للعراق إلى سوريا.. ولها حدود لا حدود لها وكلنا يعرف حساسية دول الخليج والنفط.. وكيف سيصبح الصراع لا سمح الله وأدواته ومطامع ومصالح الدول الكبرى، مؤكدا على أنه"، وعندما أتحدث عن إيران وتركيا فهما المغذيان للنار المشتعلة فى سوريا وهما جناحى السنة والشيعة وبطلا الصراع الوهمى بين المسلمين واتفاقنا معهم عامل قوة للإسلام إذا ما تحول إلى قوة إيجابية ورسالة مهمة لأعدائنا وهذا هو المطلوب.. وممكن بل واجب دينى واسترتيجى"، كما دعا خادم الحرمين أن يرعى حواراً يجمع كافة الأحزاب والتيارات الدينية فى العالم العربى بما فى ذلك الإخوان والقاعدة لكى يجتمعوا على كلمة سواء بدلاً من تبرير هذه القدرات وتوظيفها حيث يجب أن تكون.. إذا كانوا يريدون رفع راية المسلمين وتوحيد كلمتهم. وقال قذاف الدم فى رسالته من داخل السجن والتى حملت عنوان قمة قبل فوات الأوان "كثيرون يتساءلون وكثيرون يحللون ويحرفون وكثيرون ينساقون قطعاناً وراء وهم يصارع وهم.. فما الذى يجرى فى هذه الأمة.. هل هو ربيع.. هل هو انتصار للحركات الإسلامية لتأخذ دورها وتفرض أفكارها وشرائعها المتعددة.. أم هو صراع على السلطة بعد أن نجحت حركات فاشية.. باختطاف حلم الأمة.. وإن كانت ثورات ماهى غاياتها وأين هى قيم الثورة وأهدافها النبيلة من هذا السلوك وأين هو شرع الله مما نشاهده فى ربوع أو ربيع هذا الوطن الكبير؟! أم هل هى مؤامرة خارجية لتمزيق الأمة وتدمير جيوشها وقدراتها الاقتصادية.. وعلينا التدقيق والتصرف بمسئولية.. ورغم ضرورات التغيير وشرعية الدوافع التى أوجبت التغيير إلى الأفضل.. فلا ندرى لماذا تسوقنا هذه الموجه بعيداً عنما ينبغى أن توصلنا إليه ؟ هل لعدم وجود رؤيا موحدة.. رغم الغايات التى يفترض أن تكون واحدة.. أم ماذا؟" وأضاف قذاف الدم فى الرسالة التى أرسلها ل"اليوم السابع" الحقيقة أن معظم الأمم تصارع وتبحث عن ذاتها.. وتوظف إمكاناتها لوحدتها ونهضتها..حتى لا تقبع فى دائرة التشرذم والدونية والغبن والجهل.. فعلى أطراف هذا الوطن الكبير الأمة الفارسية والتركية وجدوا ظالتهم ويسعون لتحقيق ذاتهم، وكذلك بناء دولة مرموقه تليق بهم.. ولا أريد أن أتحدث عن الرومان. والأسبان أو الألمان.. أو الهنود أو الصينيين.. أو عن وحدة أوروبا، حيث جمعت قوميات مختلفة قوية على تخوم جناح العرب الغربى وعلى مرمى حجر منه أصبحت هذه القوميات تجوب الأنحاء بجواز موحد وعملة موحدة وقوة عسكرية واحدة.. إلخ.... ونحن كل منا فرحاً بدويلته وعلمه المثقوب وجيشه المهزوم وعملته غير المعروفة.. ووسط هذا العالم الذى يموج بالطغيان لن تحميه حدوده التى لا قدسية لها.. لأنه ورثها من هؤلاء الطغاة نفسهم.. إنه شيء مخجل ومخيف.. ولن نعبر للمستقبل مالم نتدارك الأمر.. حيث إن دماءنا لم تجف بعد من غاراتهم وغزواتهم من البصرة إلى الجزائر إلى بنزرت ومن قانا إلى ماجر وهذا مخيف.. والمسافة بيننا تتسع وكذلك نشعر بالخجل ونحن نقف أمام بوابات تفصل بين قبائل وعائلات واحدة تماماً كسور برلين الذى هدمه الألمان فى ليلة أصبحت عيد أعاد الكرامة لأمة تستحق الاحترام عندما سحقته تحت أقدامها فى تحدى لكل القوانين والاتفاقيات.. والفوارق الاقتصادية لتصبح أمة مهابة.. ونحن دوليات غير قابله للحياة وتتقسم كل يوم وتتناحر أسوق ذلك لا لكى أسوق مشروعاً يدفع للأمام وإنما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه " وأشار قذاف الدم إلى أنه يدق جرساً قبل فوات الأوان، وقال "إن ما يحدث رغم شرعيته يجعلنا نعيد القراءة.. لا أن نستمر فى هذا التيه فى صحراء الوهم.. فهل نحن ضحية مؤامرة أجنبية كما يشاع؟ أم أن دويلاتنا لم تعد قابلة للحياة ؟؟ الوقع فى كل ذلك.. أننى أعرف أن الخطط الإستراتيجية المرسومة بعد ظهور الولاياتالمتحدة كقطب اعتبرت أن أعداءها الخطوط الثلاثة.. الأحمر "الشيوعية".. الأخضر "الإسلام".. الأصفر "الصين".. ونجحت فى تدمير الخط الأول وتسعى لضرب الخط الثانى بأسلحة مختلفة وهذا ليس سراً.. بل معلن فى كل وثائق أجهزتها المختلفة.. ورسمت الخطط وكثيراً من الحكومات العربية لديها من الوثائق ما يؤكد ما أقول منذ مطلع الثمانيات.. أنه حقهم فى الدفاع عن أنفسهم كدولة كبرى واعترافاً منهم بعظمة الأمة وقدرتها على التحدى.. ولعل الأمم عبر التاريخ عندما تطغى تقوم بتوسيع محيط الأمان..أو ما يسمى بالمجال الحيوى لبقائها.. ولعل استشهاد جدنا عبد الرحمن الغافقى فى معركة بلاط الشهداء جنوبفرنسا.. دليل، فمن الجزيرة العربية وعلى صهوات جياد.. قاتلوا هناك ؟!.. وللأمم خلق المبررات.. أو كما قال القذافى دائماً ليس للاستعمار زمن وإنما له ظروف إذا ما توفرت كان متوقعاً حتماً.. وحيثما وجد فراغ كان الاستعمار حاضراً.. ونحن نوفر الآن الظروف مالم نتدارك الأمر.. إن ما يحدث من حراك فى المنطقة العربية والذى قادها شبابنا وبروح وثابة هو رد فعل طبيعى.. لواقع مزرٍ وهزائم على كل الجهات مما استفز هذه الأمة لتنتفض.. وتجد لها مكاناً يليق بها كبقية خلق الله وهذا حقها..ولكن من الغباء ألا نعرف بأن المتربصين بها لم يرصدوا ذلك.. أو يتوقعوه أو لم يشاركوا فيه.. وأيضاً من الغباء ألا ندرك أو نتحول إلى أدوات تجرها خيول الأعداء إلى حتفها.. ونقع فى شراكها". وقال قذاف الدم إن "الغايات النبيلة لا يفرضها السلاح ولا تصنعها الفوضى.. أتذكر بعد احتلال أمريكا وحلفائها للعراق.. كان الجميع يعرف أن الهدف التالى هو سوريا.. وليبيا.. تحت غطاء الأسلحة النووية أو الغاز أو الديمقراطية وجندوا وسائل إعلامنا وأموالنا وللأسف جيوشنا فى بعض الحالات لهذه المهام.. واختلقوا الذرائع.. واختلط الحابل بالنابل.. والحلال بالحرام.. ورأينا على الشاشات الفتاوى التى تبيح الاستقواء بالأجنبى وموالات الكفار.. وتحلل دماء المسلمين.. وأصبحت الخيانة وجه نظر تناقش دون حياء.. وباسم الحرية تحولنا إلى عبيد.. وأصبح التدخل فى شئوننا علناً بل ومصدر فخر فضائى كل مساء!! للأسف إذن النتيجة لا ديمقراطية ولا حرية ولا كرامة.. بل فى كل صبح ننتظر هذا الربيع الذى تسيل ودياننا من وده.. دماء.. ودمار.. وأباتشى.. وتشرد.. ومازال هناك من يكابر ويكبر ويعتبر أنه من صنع هذا النصر ويعتبر أن ذلك إنجاز !!! ولا أغالى إذا ما قلت بأن ما جرى فى العراق واليمن ويجرى فى سوريا.. وهى أوتاد الجزيرة العربية إذا ماتسرعت سيسقط جابر البيت لا محالة.. ما لم نعيد النظر.. فإن الصراع يأخذ منحنى خطير يهدد بقاء الأمة وتدميرها.. وتجاوز إسقاط أنظمة.. بل هى الفوضى الخلاقة!! التى بشرتنا بها كونداليزا رايس.. والتى لن تبنى أمة خصوصاً أن هناك أكثر من ألف علامة استفهام على رموزها وداعميها.. وأساليبهم البهلوانية.. وشعاراتهم وروحهم التى تشع حقداً وألسنتهم تقطر سماً.. وكل ذلك لايبنى مستقبلاً مزدهراً بل العكس.. وهذا مصدر القلق والتعجب!! وحول الحلم إلى كابوس.. كذلك ليس صدفة أن يتحول الإسلام إلى معسكرات سنة وشيعة والقيادة فى طهران واسطنبول ونحن ميدان لهذا الصراع الوهمى ويصبح العدو الإسرائيلى حليفاً والسلفية تتأرجح بينها وبين القاعدة وسط ذلك كله تبحث عن مكان بعيداً عن واشنطن ونيويورك.. ويصبح العراق العربى بابلى وأشورى وكلدانى.. ويعلم الله كيف ستكون سوريا غداً.. باختصار لقد انجرفنا شعوباً.. ودولاً طوعاً وكرهاً وقدمنا خيرة شبابنا لمعركة الهدم.. والتى لا معنى لها سوى التمهيد لمعركة " همر جند " على مايبدو. وأضاف قذاف الدم "أن فى الصمت نار وفى الكلام نار.. فعوامل القوة أصبحت عوامل دمار.. أقول لقد نجحت القوى المعادية للأمة فى استخدام الجيل الرابع من الحروب وهى حرب تحقق أهدافها دون أية خسائر.. فنحن قادتها ووقودها نمولها وتسحقنا.. " أى تدمير ذاتى".. فى معارك داحس والغبراء وعلى شباب هذه الأمة أن يعى جيداً للتصدى له.. لأنه إذا استمر ذلك لن يصبح للعرب فى شمال أفريقيا مكان.. وستتعرض الجزيرة العربية للتقسيم والاحتلال.. ولن يكون للإسلام لا دعوه ولا سيف فالعروبة والإسلام وجهان لعملة واحدة.. حالنا حال الجسد المريض، حيث تظهر الفيروسات لتفتك به مهما كانت صغيرة.. ستظهر ديانات لم نعد نسمع بها.. وكذلك أسينات منقرضة وستنقض أمم حولنا لتقص أطرافنا بعد سبته ومليله.. وأم الرشراش.. الإسكندرونة". وسأل قذاف الدم "هل نحن مجرمون فى حق أنفسنا لهذا الحد؟!! أم وصل بنا الغباء مداه!!! هل نحن صم بكم عمى.. لا نسمع الطائرات ولا نرى الأساطيل ونردد آيات الله ونتمسح بها على الجانبين وكل منا يكبر على الآخر ليذبحه لا ليهديه!! ثم ما النتيجة؟ سيقول الغاوون إن الثورة الفرنسية أخذت مائة عام وسيقول آخر يكفى أننا أسقطنا الطغاة.. وغيرها من حالات الإنكار للتكفير عن السيئات.. للأسف فالواقع يقول غير ذلك.. ولكل عصر أدواته ووسائله.. ما نراه أننا تركنا الأهداف وتحولنا لصراع على سلطة غير موجودة وأوطان. مدمرة وجهاد غير مقدس.. وأصبحنا جميعاً ضحايا باحثين عن أمل ومعجزة تأتى بالحرية والكرامة.. أو خلافه عاشت فى داخلنا نستدعيها بوسائل عصر غير العصر.. أكيد نريد استيقاظ الأمة وبعث الحياة فيها، وهذا يحتاج أن نوحد قدرات الأمة ونجمع شتاتها ونقتحم بها العصر، وأن يصبح الشيعة والسنة فى خندق واحد.. وأن كل الاجتهادات التى يقدمها أكثر من 70 تنظيماً دينيا سلميا أو متطرفا يجمع خيرة شبابنا منبعها واحد.. وليس من الإسلام فى شىء أن تتحول إلى جهاد وهمى!! فتلك معركة فى غير محلها وهستيريا يجب أن تتوقف لتوظف بشكل مختلف تماماً.. المدهش أن بعض الأنظمة العربية تدعم وتغذى هذا الصراع الدامى.. ومعارك الدين الوافد.. وتدافع عن الديمقراطية.. وحقوق الإنسان التى لا وجود لها عندهم؟ وهى تعرف أنها تنتظر دورها فى الذبح!! وتساهم بسخاء فى الحرب النفسية الموجهة والمدروسة لصالح العدو لماذا نبدد طاقات الأمة وهل أولوياتنا تصبح كأولويات ملوك الطوائف بعد سقوط الأندلس.. ومن هو العدو ومصدر الخطر ".