إسرائيل تضع سيناريوهات الحرب على سوريا.. مشاركة تل أبيب فى المعركة لضرب دمشق.. رد عنيف من حزب الله وإطلاق صواريخ على مدن الشمال.. والدولة العبرية تتأهب بنصب القبة الحديدية لمواجهة صواريخ بشار

وضعت تل أبيب السيناريوهات المرتقبة حول الحرب المرتقبة على سوريا، ونشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية فى عددها الصادر اليوم الخميس، تفاصيل تلك السيناريوهات، وكذلك تحليلاً مطولاً حول مشاركة الجيش الإسرائيلى فى العملية العسكرية المرتقبة ضد سوريا من عدمها، فى ظل تزايد التهديدات السورية والتحذيرات بضرب إسرائيل فى حال تم مهاجمة النظام السورى عسكرياً.
وقالت الصحيفة العبرية إن العملية العسكرية التى من المتوقع أن تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد سوريا، أصبحت أقرب من أى وقت مضى، على الرغم من أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن إقدام سوريا برد على إسرائيل هو احتمال ضئيل، إلا أن الأخيرة تستعد لعدة سيناريوهات قد تتم خلال الأيام المقبلة.
ومن أبرز السيناريوهات المتوقع حدوثها نتيجة الهجوم الأمريكى على سوريا كما نشرتها معاريف:
السيناريو الأول: مشاركة إسرائيل فى الهجوم المرتقب على سوريا
فيما يتعلق بالسيناريو الأول قالت معاريف إن أى هجوم سورى ضد إسرائيل، سيمنحها الشرعية الدولية الرد والمشاركة الفعلية بضرب أهداف من شأنها أن تقضى على النظام السورى، برئاسة بشار الأسد، مشيرة إلى أن الرد الإسرائيلى سيكون بمثابة فرصة سانحة للقضاء على محور الشر المتمثل فى "إيران – سوريا – حزب الله"، وتعتبر أن ضرب إسرائيل النظام السورى يشكل إسقاطاً للبنة المركزية فى هذا المحور.
السيناريو الثانى: مهاجمة إسرائيل من قبل الجماعات المسلحة فى سوريا
وعن هذا السيناريو قالت معاريف إنه متمثل بقيام بعض الجماعات المسلحة الموجودة فى سوريا، والمؤيدة للنظام السورى، بمهاجمة إسرائيل ببعض الصواريخ التى تمتلكها بهدف إشعال الحدود الشمالية، سواء مع سوريا أو لبنان، فى حين سينأى النظام السورى بنفسه عن تلك الجماعات.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن سيناريو مشابها متمثلا بقيام "حزب الله" بضرب إسرائيل، سواء من لبنان أو حتى من الأراضى السورية، فى حين تتحدث إسرائيل عن اهتزاز مكانة زعيم الحزب حسن نصر الله فى العالم العربى والإسلامى، نتيجة مشاركته مع النظام السورى بقتل عناصر المعارضة السورية، الأمر الذى سيساعدها فى المساس وبشكل كبير فى ذلك الحزب.
وفى السياق نفسه قالت معاريف إنه من المتوقع أن تقوم إيران بالضغط على حزب الله للقيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل، فى حال تم مهاجمة سوريا من قبل الولايات المتحدة، وذلك إما أن يكون ذلك بشكل علنى أو عن طريق مجموعات سرية تابعة له تعمل فى سوريا.
السيناريو الثالث: قيام حزب الله بنقل أسلحة استراتيجية من سوريا إلى لبنان
وهذا السيناريو متمثل بمواصلة قيام حزب الله اللبنانى فى محاولة لنقل أسلحة استراتيجية من الأراضى السورية إلى لبنان، ومن المتوقع أن تتم تلك المحاولات خلال الهجوم الأمريكى المتوقع على سوريا، فى حين أوضح المسئولون الإسرائيليون حيال ذلك أن الجيش الإسرائيلى سيقوم بإحباط تلك المحاولات ولو كان ذلك بالقوة.
وفى السياق نفسه، فإن وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون قد صرح بأن فى حال قام حزب الله بنقل أسلحة معقدة إلى لبنان، فإن بذلك قد تجاوز الخطوط الحمراء التى "إسرائيل" لن توافق عليها بأى ثمن ممكن.
السيناريو الرابع: إطلاق صواريخ كيماوية على إسرائيل
قالت معاريف إنه خلال الفترة الأخيرة قامت المنظومة الدفاعية فى الجيش الإسرائيلى بنشر 3 بطاريات أنظمة دفاعية، واحدة بطارية "قبة حديدية" وأخرى أنظمة صواريخ "باتريوت" واثنتين لاعتراض صواريخ "حيتس"، والمخصصة لاعتراض صواريخ بعيدة المدى، كما تم رفع حالة التأهب القصوى فى صفوف الجيش الإسرائيلى.
وعلى الرغم من أن إسرائيل شهدت حالة غير مسبوقة من الهستريا، وذلك من خلال توجه الآلاف من الإسرائيليين إلى مراكز توزيع الكمامات الواقية، إلا أن احتمال إطلاق صواريخ كيماوية على إسرائيل ضئيل جداً لكن لا يمكن استبعادها بتاتاً.
وفى حال تم السيناريو المذكور، فإنه من المتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلى بالهجوم بكل قوته على سوريا، وذلك بناء على تصريحات أدلى بها جهات أمنية يوم أمس، من أن أى هجوم كيماوى سورى على إسرائيل، سيؤدى إلى إعادة سوريا إلى العصر الحجرى.
السيناريو الخامس: إسرائيل ستلتزم الصمت ولن تقوم بالرد
هذا السيناريو يشابه تماماً ما حصل فى حرب الخليج الثانية، حينما هاجمت أكثر من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة، العراق، والذى بدوره قام الرئيس العراقى حينها بإطلاق صواريخ سكود على إسرائيل باعتبارها الحليف الأول لأمريكا فى منطقة الشرق الأوسط.
من جانبها طالبت الولايات المتحدة فى وقتها رئيس الحكومة الإسرائيلى يتسحاق شامير بعدم الرد على صدام حسين، وذلك لعدم المساس بالائتلاف الواسع الذى عملت الإدارة الأمريكية فى حينها من أجل بلورته.
ولفتت يديعوت إلى أنه ليس هناك أنباء تتحدث عن طلب أمريكى مشابه من إسرائيل بعدم الرد، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن تصريحات أمريكية طالبت إسرائيل بالالتزام بالصمت حتى لو تم ضربها جزئياً.
السيناريو السادس: مشاركة فصائل فلسطينية من قطاع غزة
أحد السيناريوهات التى من المتوقع أن تأخذها إسرائيل بالحسبان هو تعرضها لهجوم صاروخى من قطاع غزة، بالتزامن مع الهجوم الأمريكى على سوريا، مشيرة إلى أن الحركات التى من المتوقع أن تقوم بذلك هى حركة الجهاد الإسلامى وحركات صغيرة أخرى.
فى حين أن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة من الممكن أن تلتزم الصمت حيال ذلك، وذلك بسبب وجود خلافات محدودة مع إيران نتيجة لموقفها إزاء الصراع الدائر فى سوريا، إلا أن توقعا آخر من الممكن أن يحدث، وهو يتمثل فى مشاركة حماس بإطلاق صواريخ على إسرائيل، فى محاولة منها لتوجيه رسالة إلى الإيرانيين لتجديد العلاقات معها.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذا أمر يمكن أن يحدث، خاصة بعد الضغوط التى تمارس على الحركة من قبل مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى الذى قام بدعمها بقوة خلال عملية "عامود السحاب" الأخيرة فى عام 2012، مضيفة أنه من المتوقع أن تقوم إسرائيل برد يمكن أن يكون قاسيا على قطاع غزة فى حال وقع هذا السيناريو.
وقالت معاريف إن مناطق الضفة الغربية من المحتمل أن تحدث أعمال عنف هو احتمال ضئيل نسبياً، وذلك لأن الرئيس السورى بشار الأسد لا يحظى بدعم كبير فى الشارع الفلسطينى، إلا أن حركة الجهاد الإسلامى يمكن أن تحدث عمليات استفزازية تجاه إسرائيل.