«مش مهم تروح قاعد على كرسى، أو متشعبط على باب العربية أو حتى مشى.. المهم إنك تروح قبل الحظر»، هذا هو حال المصريين بعد فرض الحظر، فبمجرد انتهاء ساعات العمل، يسرعون إلى أقرب موقف سيارات أجرة، ليستقل كل واحد منهم السيارة التى تذهب إلى وجهته. موقف «عبدالمنعم رياض» الموجود بميدان التحرير أحد أهم المواقف التى يقصدها الركاب للرجوع إلى منازلهم قبل ميعاد الحظر، وبرغم كثرة عدد سيارات الأجرة التى اعتاد الركاب على رؤيتها فى الموقف إلا أنه مع الأعداد الكبيرة الموجودة بالموقف اختفت هذه السيارات وسط الكم الهائل من الركاب. «أسامة موسى» محاسب بإحدى الشركات بوسط البلد مقيم بمدينة الشيخ زايد اعتاد على الركوب من موقف عبدالمنعم رياض، وقف يتابع السيارات التى تأتى بين الحين والحين، يبحث بعينيه عن السيارة التى تذهب إلى المنطقة التى يقع بها منزله، يغافلها بين الحين والحين بنظرة سريعة إلى ساعته ليرى ما هو الوقت الحالى، ليتجنب الدخول فى وقت الحظر، أسامة يقول إحنا بنلاقى صعوبة علشان نلاقى عربيات تروحنا، لأنه كل فين وفين لما بتيجى عربية وطبعا فى ناس كتيرة فممكن الواحد يفضل مستنى بالساعتين والتلاتة علشان نركب، ولو مجاتشى عربيات بضطر إنى آخد تاكسى يوصلنى لحد البيت علشان ميعاد الحظر، وطبعا بيخلى البنديرة الضعف، فبدل ما أدفع 40 جنيه بدفع 80 جنيه، ولو ملقتشى تاكسى بحاول أركب أى حاجة تودينى لأى موقف تانى يكون قريب من بيتى، فممكن أركب 3 عربيات علشان أروح، المهم إنى أروح. ساعات قليلة ويبدأ حظر التجول ويتحول الموقف الذى كان يملؤوه الركاب إلى ساحة كبيرة فارغة تخلو من أى شىء سواء ركاب أو سيارت بعد أن كانت لا تعرف الفرق بين الليل والنهار من كثرة عدد الركاب ليلا ونهارا. الحال لم يتغير كثيرا فى موقف أحمد حلمى بميدان رمسيس أيضا حيث يشهد هو الآخر زحاما شديدا قبل ميعاد الحظر، يقول «أحمد إسماعيل الشهير بأحمد بستم» أحد السائقين هناك «إحنا كنا بنشتغل الأول قبل الحظر ورديتين، لكن دلوقتى العربية مش بتشتغل غير وردية واحدة طويلة من 6 الصبح إلى 8 بالليل، بس ممكن نعوض ده قبل ميعاد الحظر لأنه بتبقى فى ركاب كتيرة عاوزة تروح بيوتها». وأرجع أحمد زيادة بعض سائقى الميكروباص فى الأجرة إلى الظروف الحالية التى أثرت على عملهم يقول «فى سواقين غصب عنها بتضطر تزود الأجرة علشان تعوض نقص الشغل اللى بتعمله لأنها دلوقتى مش بتشتغل غير وردية واحدة، وفى نفس الوقت الناس مجبرة، والمضطر يركب الصعب، ولا فى حد هيبات فى الشارع؟ لازم هيركب ويدفع الأجرة الزيادة، ده غير إن سبب الزحمة هو إن العربيات بطلت تحمل من على الطريق فبيضطر الركاب إنهم ييجو لحد الموقف علشان يعرفوا يركبوا. وفى ميدان الجيزة لم يتغير الأمر كثيرا عن سابقيه يقول «محمد عبداللاه» شاب فى ال25 من عمره وهو ممن اعتاد التأخر فى عمله «أنا بطلع من الشغل قبل ميعاد الحظر بحوالى ساعة بس على ما بوصل للجيزة وأجى أركب منها بيكون ميعاد الحظر قرب، ده غير إنه بتبقى فى ركاب كتيرة والعربيات قليلة، وكل فين وفين لما بتيجى عربية وتاخدلها كام واحد وتمشى، وساعات لما مش بلقى عربيات أو بتيجى ومبعرفشى أركب ممكن أتمشى أنا ولو فى حد معايا وفى ناس كتيرة بتعمل كده، والجيش بيقدر كده يعنى لو قابلتنا مدرعة ولا حاجة بيسيبونا علشان عارفين إنها ساعة مرواح».