صراع جديد يدور الآن بين شركات الاتصالات الثابت والمحمول التى تقدم خدمات الإنترنت... الصراع هدفه الاستحواذ على شركة "لينك إيجيبت" والتى تمتلك 30% من القيمة السوقية للإنترنت بمصر. بدأ الصراع بعدما فشلت محاولات شركة موبينيل فى التوصل إلى اتفاق مع "أوراسكوم تليكوم" لشراء "لينك"، ثم قيام "أوراسكوم" بعد ذلك بتوكيل المجموعة المالية "هيرمس" القابضة لبيع الشركة، وتقدم شركة "تى. آى. داتا" التى تمتلك المصرية للاتصالات 95% من أسهمها، كما تستحوذ أيضا على 59% من القيمة السوقية للإنترنت، و70% من السعة الدولية للإنترنت بمصر بعرض للاستحواذ على "لينك" الأمر الذى وصفه البعض بأنه يعد احتكارا للخدمة، فضلا عن إحداث نوع من التعارض فى المصالح بين المصرية للاتصالات وفودافون، والتى تمتلك المصرية 45% من أسهمها، حيث تنوى فودافون التقدم بعرض للاستحواذ على "لينك". وأكد أحمد أسامة العضو المنتدب لشركة TE DATA أن الشركة تقدمت بعرض للاستحواذ على شركة لينك، مشيرا إلى أن الهدف من الاستحواذ على لينك يأتى فى إطار المنافسة الحامية التى يشهدها سوق الإنترنت فى مصر بعد حصول شركات المحمول الثلاث "فودافون" و"موبينيل " و"واتصالات" على رخصة الجيل الثالث 3G، وتقديمها خدمات الإنترنت واستجابة العديد من المستخدمين على الدخول على الإنترنت من خلال "الموبايل" أو من خلال وصلات "اليو اس بى- مودم" وأصبح عددهم بالملايين. ورغم أن المهندس كريم بشارة رئيس شركة "لينك" أكد فى وقت سابق أنه فى حال استحواذ شركة "تى. اى. داتا" على شركة لينك ستكون لها حصة سوقية مخيفة وسيعترض جهاز الاتصالات على ذلك، إلا أن أسامة أكد أنه فى حال استحواذ "تى. أى. داتا" على لينك لن تكون محتكرة للخدمة مثلما يقول البعض لأنها تضع فى اعتباره المنافسة مع شركات المحمول على تقديم خدمات الإنترنت، مضيفا أن المهندس كريم بشارة لم يضع فى اعتباره المنافسة مع شركات المحمول عندما قال هذا التصريح. وأوضح أسامه أنه برغم الزيادة الملحوظة فى أعداد المستخدمين الذين يدخلون على الإنترنت من خلال "الموبايل " واستخدام وصلات "USB- MODEM " إلا أن الإنترنت الثابت ينافس من خلال تقديم سعات تحميلية بلا حدود وبأسعار أقل وجودة أعلى من الإنترنت المحمول. أما حاتم دويدار الرئيس التنفيذى الجديد لفودافون مصر فقال إن شركة "فودافون" تنوى الاستحواذ على لينك ولكن حتى الآن لم نتخذ قرارا نهائيا بشراء أو عدم شراء شركة لينك لخدمات الإنترنت، رغم أنها مدرجة فى قائمة الشركات المرشحة للشراء ولكننا فضلنا تأجيل تقديم العرض حتى ننتهى من إجراء الدراسات اللازمة حول جدوى شرائها. وأوضح عماد الأزهرى نائب رئيس الشركة المصرية للاتصالات للشئون التجارية أن تقدم المصرية للاتصالات للاستحواذ على لينك لن يحدث تعارضا بيننا وبين شركة "فودافون"، والتى تمتلك المصرية 45% من أسهمها فنحن شركتان نتنافس على لينك وكل شركة ترى مصلحتها الخاصة فى هذا المجال. وقال حمدى الليثى مسئول العلاقات الحكومية بشركة فودافون، إن فودافون ليس لديها مانع فى الاستحواذ على أى شركة تقدم خدمات الإنترنت سواء موبايل إنترنت، أو ثابت، وليس هناك تعارض بين تقدمنا للاستحواذ على لينك وتقدم المصرية لها، فكل شركة من حقها تدعيم وجودها فى السوق، وأضاف الليثى أن المصرية تمتلك حصة كبيرة فى سوق الإنترنت من خلال شركة "تى. اى. داتا" فهل إذا أخذت حصة كبيرة من سوق الإنترنت فى مصر هل سيكون ذلك احتكارا؟ فالذى يحدد الاحتكار من عدمه هو جهاز تنظيم الاتصالات. وأضاف أن هناك منافسة شديدة وتجارية فى تقديم خدمات الإنترنت بين الشركات، ففى الماضى كان عدد الدخول على الإنترنت ضعيفا ولا يصل إلى مليون مستخدم، أما الآن وبسبب التقدم التكنولوجى وصل إلى أرقام ضخمة، حيث وجدت الشركات أنه مجال يستحق المنافسة، مشيرا إلى أن المستقبل القادم للموبايل إنترنت، وذلك لأنه بالرغم من تفوق الإنترنت الثابت فى التحميل والجودة والأسعار، إلا أن التقدم التكنولوجى الجديد كل يوم سيجعل الموبايل "إنترنت" يتفوق بكثير على الإنترنت الثابت فى الأسعار والجودة والتحميل مثلما حدث فى الخدمات الصوتية فى التليفون الثابت والموبايل. من جانبه قال حسان قبانى العضو المنتدب لشركة "موبينيل" إننا تقدمنا بعرض للاستحواذ على لينك لتطوير خدمات الإنترنت ونقل البيانات لمشتركينا، ولكن إذا لم نفز بهذه الصفقة فإننا سنبحث عن شركات أخرى لتقديم خدمات نقل البيانات والإنترنت والسوق ملىء بالشركات. الجدير بالذكر أن شركة اتصالات مصر استحوذت العام الماضى على شركة "نايل أون لاين" "وايجى نت".