دعا جورج ميتشل المبعوث الأمريكى الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط إلى بدء مفاوضات بين مختلف الأطراف للوصول إلى عملية سلام شاملة، معتبرا أن ذلك أفضل وسيلة لمساعدة جميع شعوب المنطقة على تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة، موضحا أن مفهومه للسلام الشامل يعنى تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل وسوريا ولبنان وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع دول المنطقة. جاء ذلك عقب لقاء عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مع جورج ميتشل بحثا خلاله آخر تطورات الأوضاع فى المنطقة، خاصة عملية السلام فى الشرق الأوسط وسبل استئنافها فى ضوء الأفكار الأمريكية التى طرحها الرئيس باراك أوباما خلال خطابه فى جامعة القاهرة فى يونيو الماضى. وأشار ميتشيل إلى أنه أجرى مباحثات مكثفة مع المسئولين الإسرائيليين، معربا عن إعتقاده بأنها ستساعد على بدء هذه الاتصالات، وقال إنه سيستكمل هذه المباحثات عند لقائه اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أنه سيتوجه بعد ذلك إلى البحرين. وأكد ميتشيل أن الرئيس باراك أوباما لديه رؤية أوضحها من خلال خطابه التاريخى الذى ألقاه بالقاهرة، موضحا أن هذه الرؤية تشمل تحقيق السلام والرخاء وإتاحة الفرصة لشعوب المنطقة. وأضاف أن الرئيس أوباما أكد أيضا أن سياسة الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وإتاحة فرص متساوية للشعوب، وأعرب ميتشيل عن أمله فى العودة قريبا للمنطقة لاستئناف جهود إحياء عملية السلام. وجدد موسى التمسك العربى بالمبادرة العربية للسلام وبالبيان الصادر عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب فى الشهر الماضى والذى حدد بالضبط ما يمكن أن يقوم به العرب فى حال حدوث تحرك إسرائيلى أو فى حالة عدم تحرك إسرائيل واستمرارها فى رفض التحرك، مؤكدا أن العرب لن يقوموا بأى خطوات تطبيعية تقدم "كقربان"، وأنه لا مجال لمناقشة أى خطوات فى ظل استمرار إسرائيل فى الاستيطان. وأشار موسى إلى أن الواضح للعرب هو التعنت الإسرائيلى، ولم تظهر أى خطوة يمكن أن نبنى عليها أو نناقش أى موضوع خاص بالتطبيع، فى ضوء التصعيد الإسرائيلى فى بناء المستوطنات والإصرار على سياسة الاستيطان، رغم توقع الجميع سواء المجموعة الرباعية وأعضاء مجلس الأمن وغيرهم من القوى أن إسرائيل من المفترض أن تتحرك فى الطريق السليم بوقف الاستيطان فى الأراضى المحتلة وفى القدس، ورفع الحصار عن غزة.