تواجه مجموعة اباتشى الأمريكية خياراً صعباً فى مصر، وهو هل تبيع عملياتها للنفط والغاز الكبيرة فى البلاد أم تنتظر حتى تنتهى إراقة الدماء؟ وقالت الشركة ومقرها تكساس، إنها تقيم أعمالها فى مصر التى مثلت نحو خمس إنتاجها من النفط والغاز على المستوى العالمى و27% من إيراداتها فى العام الماضى. ولم يتأثر إنتاج الشركة حتى الآن، لكن سهمها هبط بنسبة 5% منذ الثالث من يوليو عندما عزل الجيش الرئيس المصرى السابق محمد مرسى، ويعتقد محللون كثيرون أن هذه الأحداث وراء هبوط السهم. وقال فاضل الغيط كبير المحللين فى شركة أوبنهايمر، "كلما أسرعوا بالخروج من هناك كان ذلك أفضل"، وأضاف "المستثمرون يغامرون بالكثير فى أسواق الأسهم، إنهم لا ينقصهم تحمل حرباً أهلية على حوافظ استثماراتهم". لكن البيع الآن يعنى على الأرجح قبول سعر مخفض بسبب عدم التيقن السياسى، وفى نهاية عام 2012 كان نحو 7% من إجمالى أصول اباتشى من النفط والغاز الطبيعى فى مصر وبلغت قيمتها 854.1 مليون دولار. وقال الغيط "اباتشى لن تلجأ لبيع بخس، لكنها ستواجه تحديات طويلة الأمد إذا اختارت البقاء والعمل هناك". وهذا المأزق لا تواجهه اباتشى وحدها، فهناك أكثر من 250 شركة أمريكية منها داو كميكال وسيتى جروب تعمل فى مصر، حيث فرضت الحكومة المدعومة من الجيش حالة طوارئ لمدة شهر، وتدرس اباتشى وغيرها من الشركات الغربية ما إذا كانت مخاطر العمل فى مصر تفوق عوائده. وفى الأسبوع الماضى أغلقت جنرال موتورز والكترولوكس وباسف منشآتها فى مصر بشكل مؤقت، مشيرة إلى عدم استقرار الأوضاع الأمنية، وسحبت بى.جى جروب وبى.بى البريطانيتان طواقم العمل الأجنبية غير الضرورية الشهر الماضى. ويتوقع كريستيان اولريتشسن زميل معهد بيكر فى هيوستون، مخاطر أقل فى الأجل القريب على الشركات العاملة فى مصر منها على المدى الأطول عندما تظهر تأثيرات الحملة الأمنية للحكومة. وأضاف "المخاطر بعيدة المدى هى إبعاد قطاع كامل من الشعب عن خارطة الطريق السياسية، وهذا أمر سيحدث على مدى سنوات"، مشيراً إلى الحرب الأهلية فى الجزائر فى تسعينيات القرن الماضى باعتبارها سابقة مثيرة للقلق، وتابع "آمل ألا تسير مصر فى هذا الطريق". ولدى اباتشى التى اشترت حصة بى.بى فى حقول نفط فى الصحراء الغربية مقابل 650 مليون دولار عام 2010 بوالص تأمين تزيد قيمتها على 1.3 مليار دولار تغطى عملياتها فى حال قيام الحكومة بتأميم الأصول. ورفضت اباتشى الإفصاح عن عدد العاملين بالشركة فى مصر، وتقدر شركة السمسرة ريموند جيمس أن لديها 200 موظف أجنبى ونحو عشرة آلاف موظف مصرى. وقال ستيف فارس الرئيس التنفيذى لاباتشى، فى مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين هذا الشهر، "أهم شىء فيما يتعلق بمصر هو أنها تحقق تدفقاً مالياً هائلاً". ويقول الغيط، إن شركة نفط صينية قد تكون هى المشترى المحتمل لأصول اباتشى فى مصر نظراً إلى اهتمام الصين منذ فترة طويلة بالعمل فى أفريقيا واحتياجها للنفط، وإيرادات البيع ستمكن الشركة من إعادة شراء أسهمها وتقليص ديونها البالغة 12.3 مليار دولار.