فى طبعة فخمة وفاخرة احتفت دار الآداب البيروتية بإصدار السيرة الذاتية المشتركة بين "متاهة الإسكافى" للشاعر عبد المنعم رمضان، و"الهجر" للفنانة التشكيلية اللبنانية نجاح طاهر. متاهة الإسكافى هى سيرة ذاتية للشاعر عبد المنعم رمضان مكتوبة بلغة الشاعر الخاصة، يقسمها إلى خمسة فصول أولها "فصل النسب الضائع"، والذى يبحث فيه رمضان عن نسبة الضائع الذى ينتهى عند "عبيد" جده الثالث أو لقب العائلة، فيفتش عن أصول أبيه بعيدا عن السجلات والوثائق "لأن الحكومات غشاشة"، فيبحث عن أصول عائلته عند الشاعر الجاهلى عبيد بن الأبرص وعبيد بن حصين وعبيد بن سالم وعبيد بن سريج، وعبيدة الطنبورية، وعمرو بن عبيد، ولكن جده وأباه ينصحانه بالنسب الضائع "نسبنا ياولدى فى مكان بعيد لا يناله طالب ولا مريد". الفصل الثانى بعنوان "فصل الساحرة" والتى يقصد به جدته وحكاياتها الساحرة الفاتنة داخل غرفتها والتى تحكى له عن كرامات والده فى طفولته التى أضاعها، وعن عمه مبروك الذى يتزوج من محاسن ويذهب بها إلى العريش وهناك يجدها مع صديقه الجندى، فيطلب منها أن تذهب إلى بيت أهلها دون أن تخبرهم بما حدث، كما تحكى له عن العفريت الذى اعتلاه عبد الغفار قريبهم الذى كان لا يخشى القتلة ولا العفاريت. الفصل الثالث من "متاهة الإسكافى" بعنوان "فصل الأب ومسز فاطمة"، عن أبيه المتصوف عاشق على بن أبى طالب وفاطمة وزينب وصاحب الحكايات عن أبى نواس وهارون الرشيد صاحب الثلاثة أسماء "رمضان وعبد المنعم والشيخ سليم، وكيف أنه منذ طفولته كان الجميع يقولون أنه سيكون له شأن، ولكنه أضاع الأمر من يده، وكان يرى أن ابنه سيحقق رغبته وكانت صدمته من رسوبه فى الجماعة وغيرها من الصدمات، ولما مات فى صلاة الجمعة كان تابوته يجرى ويسحب حامليه ويسرع بهم. وفى الفصل الرابع يحكى رمضان عن معلمه الأول ابن عمه الذى يأخذ بيده فى طفولته ليعلمه رسم الجسد، وأسراره من خلال أخته، أما الفصل الخامس "فصل سين سينما شين شعر واو ولد باء بنت"، فيحكى فيه رمضان عن الشعر والحب والجنس والسينما، ويختتم سيرته ب"الحب الضائع" فى حياته، وعن صلاح عبد الصبور ذو المازنى ويحيى حقى وسعاد حسنى، وغيرهم، وهند بنت النعمان وهند بنت عتبة وعائشة بنت طلحة وقطر الندى وسيمون دوبوفوار وجورج صاند، وعن النساء اللواتى يخترعهن ويعيش معن قصص الحب يقول رمضان "تدربت أن أعشق الغائبات البعيدات عنى الراقدات على حدود الزمن البعيد أو حدود المكان البعيد". ومن الجهة الأخرى، من الكتاب السيرة الذاتية "الهجر" للفنانة التشكيلية "نجاح طاهر"، والتى تمتزج فيها اللوحات الفنية مع الكتابة بدءا من صورة جدها الكبير كامل الأسعد الذى ينتمى إلى قبائل عنزة، والذى كانت له مكانته الكبيرة فى أوائل القرن الماضى، حيث كان يحكم كسيد مطاع فى بيروت على 20 ألف نفس، يطبق القانون ويثبت الأمن أو يخل به، ثم تنتقل على أمها التى كانت تحكى لهم حكايات الغولة، وتتقل الكاتبة بين طفولتها وحياتها وعالمها الفنى وبين تاريخ عائلتها.