قال تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مّن طِينٍ. ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مّكِينٍ. ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (المؤمنون: 12-14). ها هى النطف تتحدث بأن الإنسان يخلق هكذا منها؛ ولكن من أى النطف، نطفة الرجل أم المرأة؟ أم من كليهما معا؟ الإجابة من القرآن ذاته، يقول تعالى:"إِنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ" (الإنسان: آية 2)، ويقول أيضا "يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ" (الحجرات 13). إذن الإنسان مخلوق من أمشاج كل من الذكر والأنثى، بنص التنزيل المبارك... وهذا بالطبع إعجاز غير مسبوق.. لماذا؟ لأن هذا الوصف ورد إلينا قبل اختراع المجاهر وقبل الأبحاث العلمية التى تأكدت من هذا تماما وأصبح يقينا لا يعتريه شك من الناحية العلمية. ثم ماذا؟ ترد إلينا الأنباء عن حدوث حالات زواج بين شبان مصريين والبعض من الإسرائيليات أو قل من البعض من الفتيات اليهوديات. وماذا فى هذا؟ إن هذا الأمر قديم وليس حديثا... أقول إن الشباب المصرى هكذا يرسخ نوعا من التطبيع هو التطبيع بالنطف أى بما يأتى من ذرية وسلالة عن هذا الزواج. ونتائج هذا التطبيع هى نشأة جيل صهيو- مصرى؛ خاصة حال الزواج من يهوديات تحديدا ربما يقود هذا الجيل قاطرة التطبيع فى قابل الأيام.. فقد يكون منهم الفلاسفة والمفكرون والذين هم أقرب بالطبع لأهلهم المشتركين من المصريين والإسرائيليين. وإن لنا فى تجربة الولاياتالمتحدة لعبرة وأسوة.. فها هى الأجيال المشتركة.. والتى نتجت عن زواج البيض أساسا من غيرهم من السلالات الأخرى.. قد بدأ يرد منها أجيال بدأت تتخذ دورا متقدما ومؤثرا للغاية فى مسيرة الحياة الأمريكية، وأعنى تحديدا انتخاب أول رئيس أمريكى من أصول غير بيضاء تماما. الآن أمريكا لم يعد يعنيها سوى مصلحتها فقط.. لقد تغيرت السياسة الأمريكية فعلا على أسنة رماح البطاقات الانتخابية، ويعد هذا استدراكًا فى محله بعد أن تخرب بيت أمريكا-الأزمة المالية العالمية-على يد بوش الصغير (متلقى الحذاء) والدمية الماريونيت كونداليزا رايس. إذن ما هو الواجب إتباعه حيال هذه الظاهرة؟ هل نترك مثل هذه الزيجات تمر؟ هل يمكن تخيل إمكانية نشأة مواطن يحمل جنسيتين (مصرى- إسرائيلى) إذن لمن يكون الولاء مستقبلا؟ لمصر أم لإسرائيل؟ أسئلة بحاجة إلى إجابة.