أكدت دراسة مصرفية تأثر الجهاز المصرفى سلبا بتداعيات الأزمة المالية العالمية على عكس ما يتردد عن منأى الجهاز المصرفى عن تداعيات الأزمة. وقالت الدراسة التى أعدها الخبير المصرفى الدكتور أحمد آدم أن البيانات المعلنة عليها خلال شهر مارس الماضى، جاءت لتؤكد تأثر كافة معدلات نمو الأنشطة المصرفية سلبيا بتداعيات الأزمة المالية العالمية، وأشارت الدراسة لتراجع الاستثمارات المباشرة خلال الربع الثانى من العام المالى لتبلغ 2.8 مليار جنيه فقط مقابل 5.6 مليار دولار خلال الفترة السابقة المقابلة من العام السابق. وذكرت الدراسة، أن تحقيق معدلات نمو متدنية بنشاط الودائع ونشاط التوظيف لدى العملاء "القروض" قد أدى لانخفاض معدل نمو الأصول طبقاً للمركز المالى المجمع للبنوك فى مارس الماضى ليبلغ 4.4% مقابل 8.2% فى مارس 2008، وهو ما أدى لتحقيق بعض البنوك لمعدلات نمو سلبية بإجمالى أصولها مثل بنوك الإسكندرية، وحقق 2% معدل نمو سلبى، والوطنى 5%، والأهلى المتحد 4.4% وقناة السويس 2.1% ومصر إيران 2.7% والعربى الأفريقى الدولى 6.6% وابى سى 9.1%. وقد أدى تراجع معدلات النمو ومؤشرات كفاءة الاستخدام إلى انخفاض معدلات النمو بصافى أرباح معظم البنوك خلال الربع الأول من العام، بل إن بعضها حقق معدلات نمو سلبية كبيرة، وأهمها بنوك الإسكندرية، وحقق معدل نمو سلبى بلغ 46.4%، حيث تراجعت أرباحه من 324.3 مليون جنيه فى مارس 2008 إلى 173.7 مليون جنيه خلال مارس من العام الجارى، كما حقق بنك أجريكون معدل نمو سلبى بلغ 3.4% وباريبا 33.2%، حيث تراجعت أرباحه من 74.6 مليون جنية إلى 49.8%، حيث تراجعت أرباحه من 105 مليون جنيه إلى 63.2 مليون جنيه وا بى سى حقق 17.4% معدل نمو سلبى، بالإضافة إلى تراجع أرباح بنك قناة السويس من 4.3 مليون جنيه إلى تعادل بين إجمالى مصروفاته وإجمالى إيراداته نهاية مارس الماضى. وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من الانخفاض الكبير بمعدلات النمو، إلا أن البنوك الأجنبية أجريكول وباريبا وبيريوس والإسكندرية قد استطاعت تحقيق زيادة، وإن كانت طفيفية بحصصها السوقية فى أنشطة الودائع والتوظيف، حيث زادت حصتها السوقية من الودائع لتبلغ 19.1% مقابل 18.9%. خلال نهاية العام الماضى كما زادت حصتها السوقية بنشاط التوظيف لدى العملاء القروض من 17.4% نهاية العام الماضى إلى 17.5% فى مارس من هذا العام وقد جاءت هذة الزيادة نتيجة لمعدلات النمو المقبولة التى حققتها بنوك الأهلى سوستيه جنرال وبى ان بى باريبا. وأكدت الدراسة أن الزيادة فى الحصة السوقية لهذه البنوك رغم التراجع العام فى معدلات النمو بكافة الأنشطة المصرفية الرئيسية قد جاء على حساب البنوك العربية والوطنية، وقد أشارت إلى أن هناك احتمالات كبيرة باستمرار تدنى معدلات النمو خلال الفترة القادمة كنتيجة مباشرة لتداعيات الأزمة السلبية على ميزان المدفوعات، والذى شهد الربع الثانى من العام المالى 2008-2009 تحقيقه عجزاً بلغ مليار دولار لأول مرة منذ 4 أعوام وبعد 3 شهور من بدء الأزمة المالية العالمية.